جامع المسانید
جامع المسانيد
ایډیټر
الدكتور علي حسين البواب
خپرندوی
مكتبة الرشد
شمېره چاپونه
الأولى
د چاپ کال
١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥
د خپرونکي ځای
الرياض
ژانرونه
قال أبو طلحة لأُمّ سُليم: لقد سَمِعْتُ صوتَ رسول اللَّه ﷺ ضعيفًا، أعرِفُ فيه الجوع، فهل عندكِ من شيء؟ فأخرجت أقراصًا من شعير، ثم أخرجت خِمارًا لها فلفَّتِ الخبزَ ببعضه، ثم دسَّتْهُ تحت ثوبي، وردَّتْني ببعضه، ثم أرسلَتْني إلى رسول اللَّه ﷺ، قال: فذهبْتُ به، فوجدْتُ رسول اللَّه ﷺ في المسجد ومعه النّاس، فقُمْتُ عليهم، فقال لي رسول اللَّه ﷺ: "أرسلَكَ أبو طلحة؟ " فقلت: نعم. فقال: "بطعام؟ " فقلت: نعم. فقال رسول اللَّه لمن معه: "قُوموا". فانطلقَ وانطلقْتُ بين أيديهم حتى جئتُ أبا طلحة فأخبرْتُه، فقال أبو طلحة: يا أمّ سُليم، قد جاء رسول اللَّه بالنّاس وليس عندنا من الطعام ما نُطعمهم. فقالت: اللَّه ورسولُه أعلم. قال: فانطلق أبو طلحة حتى لقي رسول اللَّه ﷺ، وأقبل أبو طلحة ورسول اللَّه ﷺ حتى دخلا، فقال رسول اللَّه ﷺ: "هَلُمّي يا أُمَّ سُليم ما عِنْدَكِ". فأتَتْ بذلك الخبز، فأَمر به ففُتّ، وعَصَرَت أمُّ سليم عُكة (١) لها فأدَمَتْه، ثم قال فيه رسول اللَّه ﷺ ما شاء أن يقول، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذِنَ لهم، فأكلوا حتى شَبِعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة" فأذِن لهم، فأكلوا حتى شَبِعوا ثم خرجوا، ثم قال: "ائذن لعشرة"، فأذن لهم، فأكلوا حتى شبعوا، ثم أذن لعشرة، فأكل القوم وشَبِعوا، والقوم ثمانون رجلًا.
أخرجاه (٢).
* طريق آخر:
حدّثنا أحمد قال: حدّثنا يونس بن محمّد قال: حدّثنا حمّاد بن زيد عن هشام عن محمّد عن أنس قال:
عَمَدَتْ أُمُّ سُليم إلى نصف مُدِّ شعيرٍ فطَحَنَتْه، ثم عَمَدَتْ إلى عُكّة كان فيها شيءٌ من سمن فاتّخذت منه خَطيفة، ثم أرسلتني إلى النّبيّ ﷺ، فأتيتُه وهو في أصحابه، فقُلْتُ: إنَّ أُمّ سُليم أرسلتني إليك تَدعوك. فقال: "أنا ومَنْ معي" فجاء هو ومن معه، فخرج أبو طلحة فمشى إلى جنب النّبيّ ﷺ فقال: يا رسول اللَّه، إنّما هي خَطيفة اتخَذَتْها أُمّ سُليم من نصف مُدّ شَعير. قال: فدخل فأتى به، فَوَضَعَ يدَه فيها ثم قال: "أدْخِلْ عشرة" فدَخلَ عشرةٌ فأكلوا حتى شَبِعوا، ثم دخل عشرة، ثم عشرة، ثم عشرة، حتى أكل منها أربعون، كلّهم أكلوا حتى شَبِعوا. قال: وبقيت كما هي، قال: فأكَلْنا.
(١) العُكّة: وعاء من جلد يوضع فيه السمن.
(٢) البخاريّ ٩/ ٥٢٦ (٥٣٨١)، ومسلم ٣/ ١٦١٢ (٢٠٤٠) عن مالك.
1 / 260