243

جامع المسانید

جامع المسانيد

ایډیټر

الدكتور علي حسين البواب

خپرندوی

مكتبة الرشد

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤٢٦ هـ - ٢٠٠٥

د خپرونکي ځای

الرياض

ژانرونه

عبدُ اللَّه بن عَمرو بن العاص فقال: إنّي لاحَيْتُ (١) أبي، فأقسمْتُ ألّا أدخلَ عليه ثلاثًا، فإن رأيتَ أن تُؤْوِيَني إليك حتى تمضِيَ فَعَلْتُ. قال: نعم. قال أنس: فكان عبد اللَّه يُحَدِّثُ أنّه بات معه تلك الثلاثَ الليالي، فلم يَرَه يقومُ من الليل شيئًا، غير أنه إذا تعارَّ وتقلّبَ على فراشه ذكر اللَّه ﷿ وكبَّرَ حتى يقوم لصلاة الفجر. قال عبد اللَّه: غير أنّي لم أسمعْه يقول إلّا خيرًا. فلمَّا مضت الثلاث ليالٍ، وكِدْتُ أن أحتقر عمله قُلْتُ: يا عبدَ اللَّه، لم يكن بيني وبين أبي غَضَبٌ ولا هجرة، ولكن سمعتُ رسول اللَّه ﷺ يقول لك ثلاث مرّات: "يطلُعُ عليكم الآنَ رجلٌ من أهل الجنّة" فَطَلَعْتَ أنت الثلاث المرّات، فأردتُ أن آوِيَ إليك لأَنْظُرَ ما عملُك فأقتديَ به، فلم أرَكَ تعملُ كبيرَ عملٍ، فلما الذي بلغَ بك ما قال رسول اللَّه ﷺ؟ قال: ما هو إلّا ما رأيتَ، قال: فلمّا ولّيتُ دعاني فقال: ما هو إلا ما رأيت غيرَ أنه لم أجِدُ في نفسي لأحدٍ من المسلمين غِشًّا، ولا أَحْسُدُ أحدًا على خيرٍ أعطاه اللَّه إيّاه. قال عبد اللَّه: هذه التي بَلَغْتَ بك، فهي التي لا نُطيق.
. . . . . (٢).
ومعنى تعارّ: استيقظ.
(٣٢٧) الحديث الرابع بعد المائتين: وبه عن أنس قال:
سقط النّبيّ ﷺ عن فرسٍ فجُحِشَ شِقُّه الأيمنُ، فدخلوا (٣) عليه، فصلّى بهم قاعدًا، وأشار إليهم: أنِ اقعدوا، فلمّا سلّم قال: "إنّما جُعِلَ الإمامُ لِيُؤْتَمَّ به، فإذا كبّرَ فكبِّروا، وإذا رَكَعَ فاركعوا، وإذا قال: سَمعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَه فقولوا: ربَّنا ولك الحمدُ، وإذا سجدَ فاسجُدوا، وإذا صلَّى جالسًا فصلُّوا جُلوسًا أجمعون".
أخرجاه (٤).

(١) لاحى: جادل وخاصم.
(٢) في الأصلين: "أخرجه البخاريّ" وهو غير صحيح.
والحديث في المسند ٢٠/ ١٢٤ (١٢٦٩٧). وإسناده صحيح على شرط الشيخين. وقال في المجمع ٨/ ٨١: رجاله رجال الصحيح. وقد نسبه المزّي في الإتحاف ١/ ٣٩٤ للنسائي في عمل اليوم والليلة، وهو فيه ٢٥٤ (٨٦٩). وقال: قال حمزة بن محمّد الكناني الحافظ: لم يسمعه الزهريّ من أنس، رواه عن رجل عن أنس. كذلك رواه عقيل وإسحق بن راشد وغير واحد عن الزّهري، وهو الصّواب.
(٣) في هـ "فدخل الناس عليه".
(٤) المسند ٢٠/ ٩٤ (١٢٦٥٦)، ومسلم ١/ ٣٠٨ (٤١١)، وفي البخاري ٢/ ١٧٣ (٦٨٩)، من طريق الزّهري.

1 / 167