(والدليل) على ذلك ما أخبرني الشيخ المعمر أحمد بن المفرج بن أحمد بن مسلمة بدمشق إجازة قال أنبأني الحافظ أبو القاسم علي بن الحسين بن هبة الله الشافعي قال أخبرنا أبو الفرح سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرنا أبو الحسين الاسكاف قال أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق بن يحيى ابن مندة الأصفهاني قال أخبرنا الأستاذ أبو محمد عبد الله بن محمد بن يعقوب البخاري الحارثي في كتاب الكشف له قال لو لم يستدل على فضائل أبي حنيفة إلا برواية الكبار عنه كعمرو بن دينار فإنه من شيوخ أبي حنيفة وكبار العلماء وقد روى عنه ونظرائه وأشباهه كعبد الله بن المبارك -ويزيد بن هارون- قال محمد بن إسماعيل يعني البخاري روى عنه عباد بن العوام وهشيم ووكيع وهمام بن خالد وأبو معاوية الضرير وقد روى عنه عبد العزيز بن أبي رواد وعبد المجيد بن عبد العزيز بن أبي رواد -وسفيان بن عيينة- وفضيل ابن عياض- وداود الطائي وابن جريج وعبد الله بن يزيد المقري روى عنه تسع مائة حديث* وسفيان الثوري وابن أبي ليلى وابن شبرمة روى عنه حديثا واحدا* ومسعر بن كدام -وإسماعيل بن أبي خالد- وشريك بن عبد الله وحمزة بن حبيب المقري -روى عنه الكثير- وعاصم بن أبي النجود إمام القراء وشيخ أبي حنيفة كان يسأله ويأخذ بقوله ويقول جزاك الله خيرا يا أبا حنيفة وكان يقول أتيتنا صغيرا وأتيناك كبيرا* وقد ذكر أخطب خطباء خوارزم صدر الأئمة أبو المؤيد موفق بن أحمد المكي في مناقب أبي حنيفة رضي الله عنه سبع مائة وثلاثين رجلا من مشائخ المسلمين في الآفاق وأقطار الأرضين ممن رووا عنه رضي الله عنه وعنهم أجمعين*
وأما النوع السادس من مناقبه وفضائله التي تفرد بها أنه تلمذ
عند أربعة آلاف من شيوخ أئمة التابعين دون من بعده
(فالدليل) عليه ما أخبرنا جماعة من الثقات المشائخ عن الصدر العلامة أخطب خطباء خوارزم صدر الأئمة أبي المؤيد موفق بن أحمد المكي عن أبي حفص عمر ابن الإمام بكر بن محمد بن علي الزرنجري عن والده رحمه الله أنه قال وقعت منازعة بين أصحاب الإمام الأعظم أبي حنيفة وأصحاب الإمام المعظم الشافعي رحمه الله عنه ففضل كل طائفة صاحبها فقال أبو عبد الله بن أبي حفص الكبير وهو إمام أئمة الحديث لأصحاب الشافعي عدوا مشائخ الشافعي رحمه الله كم هم فعدوهم فقالوا إنهم بلغوا ثمانين شيخا فقال لهم فعدوا مشائخ أبي حنيفة فعدوهم فقالوا إنهم بلغوا أربعة آلاف وقد صنف جماعة من العلماء في ذلك وعدوهم على حروف المعجم*
مخ ۳۰