مطلب: فى كيفية استلام الركن اليمانى هل يقبل يده ثم ينقلها إليه أو يضع يده عليه ثم يقبلها؟
لكن اختلف أصحابه فى كيفية استلامه. قال بعضهم: يقبل يده أولا ثم يضعها على الركن لينقل القبلة إليه. وقال بعضهم: يضع اليد على الركن أولا ثم يقبلها ليكون ناقلا بركته إلى يده ونفسه، وهو الأصح عندهم. وعند مالك (رحمه الله) يستلم الركن اليمانى ولا يقبل يده، وإنما يضعه على فيه. وعند أحمد (رحمه الله) أنه يستلمه بيده ولا يقبله. وفى تقبيل يده خلاف عند أصحابه، كذا نقله الشيخ عز الدين بن جماعة. ونقل الكرمانى من أصحابنا رواية عن أحمد أنه يقبله. وفى الكل ورد النقل عن الصحابة والتابعين (رضوان الله عليهم).
(وأما الركنان الآخران) اللذان يليان الحجر: فمذهب أهل العلم لا يستلمان، كذا نقل عن كثير من الصحابة منهم عمر وابنه ومعاوية.
فصل: فى فضل الملتزم والدعاء فيه:
إنما سمى بذلك لأن الناس يلتزمونه ويدعون عنده وهو من المواطن التى يستجاب فيها الدعاء. روى القاضى عياض فى «الشفاء» بقراءته على القاضى الحافظ أبى على (رحمه الله)، عن أبى العباس العذرى عن (أبى) أسامة محمد الهروى، عن الحسن بن رشيق، عن أبى الحسن محمد بن الحسن بن راشد، عن أبى بكر محمد بن إدريس، عن الحميدى، عن سفيان بن عيينة، عن عمرو بن دينار، عن ابن عباس رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يقول: «ما دعا أحد بشىء فى هذا الملتزم الا استجيب له» قال ابن عباس: وأنا فما دعوت الله بشىء فى هذا الملتزم منذ سمعت هذا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) إلا استجيب لى.
وقال عمرو بن دينار: وأنا فما دعوت الله بشىء فى هذا الملتزم منذ سمعت هذا من ابن عباس إلا استجيب لى. وقال سفيان: وأنا فما دعوت الله بشىء فى هذا الملتزم منذ سمعت هذا من عمرو بن دينار إلا استجيب لى. وقال الحميدى: وأنا فما دعوت الله بشىء فى هذا الملتزم منذ سمعت هذا من سفيان إلا استجيب لى. وقال محمد بن إدريس: وأنا فما
مخ ۴۶