282

جامع لطیف

الجامع اللطيف في فضل مكة وأهلها وبناء البيت الشريف‏

ژانرونه

الطوفان، فلما بنى الخليل الكعبة ناداه الجبل: الركن منى بمكان كذا وكذا. فجاء به جبريل فوضعه موضعه (1).

ومنها: أنه أول جبل وضع على وجه الأرض حين مادت، روى ذلك عن ابن عباس ومجاهد (2).

ومنها: أن الدعاء يستجاب فيه كما ذكره الفاكهى. واستشهد لذلك بحكاية الوفد الذين استسقوا فيه، فأجيب لهم وسقوا (3).

ومنها: انشقاق القمر عليه كما ذكره القطب الحلبى وغيره. ونقل عن بعض العلماء أنه أفضل جبال مكة حتى حراء، وعلل بكونه أقرب الجبال إلى الكعبة الشريفة. قال الفاسى (رحمه الله): وفى النفس شىء من تفضيله على حراء لكونه (صلى الله عليه وسلم) كان يكثر إتيانه للعبادة، ويقيم به لأجلها شهرا فى كل عام، وفيه أكرم بالرسالة، ولم يتفق له (صلى الله عليه وسلم) مثل ذلك فى جبل سواه، وذلك مما يقتضى امتيازه بالفضل. والموجب لتفضيل دار خديجة رضى الله عنها على غيرها من دور الصحابة طول سكناه (عليه السلام) بها، ونزول الوحى عليه فيها لا لأجل القرب من الكعبة، إذ كثير من البيوت أقرب إليها منه كدار العباس بالمسعى، ودار الأرقم بالصفا والله أعلم. انتهى (4).

ثم فى تسميته بأبى قبيس أقوال، أرجحها أنه سمى باسم رجل من إياد يقال له أبو قبيس بنى فيه.

فائدة: نقل القزوينى فى كتابه «عجائب المخلوقات» من خواص جبل أبى قبيس أن من أكل فيه الرأس المشوى يأمن أوجاع الرأس وكثير من الناس يفعله، والله أعلم يحقيقة ذلك (5).

ومنها: جبل الخندمة، وهو جبل شامخ مشهور معروف فى ظهر أبى قبيس، ومن

مخ ۲۹۸