232

جامع کبیر

الجامع الكبير في صناعة المنظوم من الكلام والمنثور

پوهندوی

مصطفى جواد

خپرندوی

مطبعة المجمع العلمي

النوع الخامس والعشرون من الباب الأول من الفن الثاني في التضمين وهو ما يزداد به الكلام حلاوة، ويكتسب به رونقًا وطلاوةً، ولا سيما إذا كان التضمين بآيات من القرآن الكريم فإنها تكون في الكلام كالشاهدة له، والمنادية على سداده. واعلم أن التضمين على ضربين: أحدهما، تضمين الإسناد وذلك يقع في بيتين من الشعر وفقرتين من الكلام المنشور، على أن يكون الأول مسندًا إلى الثاني، فلا يقوم الأول بنفسه، ولا يتم معناه إلا بالثاني. فما جاء من ذلك قول بعضهم: ومِنَ البلوى التي لي ... س لها في الناس كُنْةُ أنّ منْ يعرف شيئًا ... يدّعي أكثر مِنهُ ألا ترى أن البيت الأول لم يقم بنفسه ولا تم معناه إلا بالبيت الثاني؟ ويجوز أن يكون البيت الثاني لغير قائل البيت الأول كقول بعضهم: ولما أتاني من حِماك تحيّةٌ ... تَضوَّعُ من أثنائها المسك والنَّدُ وقفتُ فأعيَيْتُ الرسولَ تساؤلًا ... وأنشدته بيتًا له المثل الفردُ (وحدثتني يا سعدُ عنهم فزدتني ... جنونًا فزدني من حديثك يا سعدُ) وأمثال هذا الضرب من الكلام كثيرة، فاعرفها. الضرب الآخر من التضمين: وهو أن يضمن الشاعر شعره، أو الناثر نثره، بكلام لغيره قصدًا للاستعانة على إتمام المراد، وتأكيدًا لمعناه، ولو لم يذكر ذلك التضمين لكان المعنى صحيحًا لا يحتاج إلى تمام. وربما ضمنّ الشاعر شعره بنصف بيت أو أقل منه كما قال

1 / 232