قال أبي: هذا حديث منكر لا أصل له.
وفيه أيضا (¬1) قال: سمعت أبي يقول: روى ابن أخت عبد الرزاق، عن عبد الرزاق، عن يحيى بن العلاء، عن الأعمش، عن خيثمة، عن عبد الله قال: جبلت القلوب على حب من أحسن إليها، وبغض من أساء إليها.
قال أبي: هذا حديث منكر، وكان ابن أخت عبد الرزاق يكذب.
وفيه (¬2) قال: وسألت أبي عن حديث رواه برد بن سنان، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يصلي فاستفتحت الباب، فجاء النبي -صلى الله عليه وسلم- ففتح الباب ومضى في صلاته.
قلت لأبي: ما حال هذا الحديث؟
قال أبي: لم يرو هذا الحديث أحد عن النبي -صلى الله عليه وسلم- غير برد، وهو حديث منكر ليس يحتمل الزهري مثل هذا الحديث.
وذهب أيضا جمع من الأئمة إلى إطلاق الخطأ والوهم على النكارة منهم ابن معين والبخاري والنسائي والترمذي وابن عبد البر والبيهقي والدارقطني.
فقد قال ابن معين في "تاريخه" (¬3): قال الدوري: سمعت يحيى وسألته عن حديث حكيم بن جبير حديث ابن مسعود: "لا تحل الصدقة لمن كان عنده خمسون درهما" يرويه أحد غير حكيم؟
فقال يحيى بن معين: نعم، يرويه يحيى بن آدم، عن سفيان، عن زبيد، ولا نعلم أحدا يرويه إلا يحيى بن آدم، وهذا وهم لو كان هذا هكذا لحدث به الناس جميعا عن سفيان، ولكنه حديث منكر.
مخ ۳۴