155

جامع العلوم والحكم

جامع العلوم والحكم

ایډیټر

الدكتور محمد الأحمدي أبو النور، وزير الأوقاف وشئون الأزهر سابقًا

خپرندوی

دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع

د ایډیشن شمېره

الثانية

د چاپ کال

١٤٢٤ هـ - ٢٠٠٤ م

د خپرونکي ځای

القاهرة

ژانرونه

معاصر
تصوف
أربعين (^١) يومًا منها يكون في طَورٍ، فيكون في الأربعين الأولى نطفة، ثم في الأربعين الثانية علقة، ثم في الأربعين الثالثة مضغة، ثم بعد المائة والعشرين يوما ينفخ الملك فيه الروح، ويكتب له هذه الأربع كلمات (^٢).
[القرآن وأطوار الخلق]:
• وقد ذكر الله تعالى في القرآن في مواضع كثيرة تَقَلُّبَ الجنين في هذه الأطوار، كقوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى﴾ (^٣).
وذكر هذه الأطوار الثلاثة: النطفة والعلقة والمضغة في مواضع متعددة في القرآن.
• وفي موضع آخَرَ ذَكر زيادة عليها فقال في سورة المؤمنون: ﴿وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنْ سُلَالَةٍ مِنْ طِينٍ (١٢) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (١٣) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنْشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ﴾ (^٤) فهذه سبع تارات ذكرها الله في هذه الآية لخلق ابن آدم قبل نفخ الروح فيه.
[الآثار فذلك]:
• وكان ابن عباس ﵄ يقول: خلق ابن آدم من سبع ثم يتلو هذه الآية.
وسئل عن العزل فقرأ هذه الآية ثم قال: "فهل يُخلَّق أحد حتى تجري فيه هذه الصفة"؟.
وفي رواية عنه قال: "فهل تموت نفس حتى تَمُرَّ على هذا الخلق؟ ".
* * *
• وروي عن رفاعة بن رافع قال: جلس إلى عمر علي والزبير وسعد ونفر من أصحاب رسول الله ﷺ فتذاكروا العزل فقالوا: لا بأس به. فقال رجل: "إنهم يزعمون أنها الموءودة الصغرى"؟ فقال علي ﵁: "لا تكون مَوْءُودَةً حتى

(^١) ليست في ب: ولا في "ا".
(^٢) هكذا في الأصول. ولعله يقصد: "الأربع الكلمات" وفي ا: الأربعة كلمات.
(^٣) سورة الحج: ٥.
(^٤) سورة المؤمنون: ١٢ - ١٤ وراجع فيما روي عن ابن عباس مصنف عبد الرزاق ٧/ ١٤٥.

1 / 160