جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه
جامع البيان في تفسير القرآن
[البقرة: 19] قال: جامعهم في جهنم. وأما ابن عباس فروي عنه في ذلك ما: حدثني به ابن حميد، قال: حدثنا سلمة، عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد مولى زيد بن ثابت، عن عكرمة، أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس:
والله محيط بالكفرين
[البقرة: 19] يقول: الله منزل ذلك بهم من النقمة. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثنا حجاج عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله:
والله محيط بالكفرين
[البقرة: 19] قال: جامعهم. ثم عاد جل ذكره إلى نعت إقرار المنافقين بألسنتهم، والخبر عنه وعنهم وعن نفاقهم، وإتمام المثل الذي ابتدأ ضربه لهم ولشكهم ومرض قلوبهم، فقال: { يكاد البرق } يعني بالبرق: الإقرار الذي أظهروه بألسنتهم بالله وبرسوله وما جاء به من عند ربهم، فجعل البرق له مثلا على ما قدمنا صفته. { يخطف أبصرهم } يعني: يذهب بها ويستلبها ويلتمعها من شدة ضيائه ونور شعاعه. كما: حدثت عن المنجاب بن الحارث، قال: حدثنا بشر بن عمار، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس، في قوله: { يكاد البرق يخطف أبصرهم } قال: يلتمع أبصارهم ولما يفعل. قال أبو جعفر: والخطف: السلب، ومنه الخبر الذي روي عن النبي صلى الله عليه وسلم «أنه نهى عن الخطفة» يعني بها النهبة ومنه قيل للخطاف الذي يخرج به الدلو من البئر خطاف لاختطافه واستلابه ما علق به. ومنه قول نابغة بني ذبيان:
خطاطيف حجن في حبال متينة
تمد بها أيد إليك نوازع
فجعل ضوء البرق وشدة شعاع نوره كضوء إقرارهم بألسنتهم وبرسوله صلى الله عليه وسلم وبما جاء به من عند الله واليوم الآخر وشعاع نوره، مثلا. ثم قال تعالى ذكره: { كلما أضآء لهم } يعني أن البرق كلما أضاء لهم، وجعل البرق لإيمانهم مثلا. وإنما أراد بذلك أنهم كلما أضاء لهم الإيمان وإضاءته لهم أن يروا فيه ما يعجبهم في عاجل دنياهم من النصرة على الأعداء، وإصابة الغنائم في المغازي، وكثرة الفتوح، ومنافعها، والثراء في الأموال، والسلامة في الأبدان والأهل والأولاد، فذلك إضاءته لهم لأنهم إنما يظهرون بألسنتهم ما يظهرونه من الإقرار ابتغاء ذلك، ومدافعة عن أنفسهم وأموالهم وأهليهم وذراريهم، وهم كما وصفهم الله جل ثناؤه بقوله:
ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خير اطمأن به وإن أصابته فتنة انقلب على وجهه
[الحج: 11] ويعني بقوله: { مشوا فيه } مشوا في ضوء البرق. وإنما ذلك مثل لإقرارهم على ما وصفنا. فمعناه: كلما رأوا في الإيمان ما يعجبهم في عاجل دنياهم على ما وصفنا، ثبتوا عليه وأقاموا فيه، كما يمشي السائر في ظلمة الليل وظلمة الصيب الذي وصفه جل ثناؤه، إذا برقت فيها بارقة أبصر طريقه فيها { وإذآ أظلم } يعني ذهب ضوء البرق عنهم. ويعني بقوله: «عليهم»: على السائرين في الصيب الذي وصف جل ذكره، وذلك للمنافقين مثل. ومعنى إظلام ذلك: أن المنافقين كلما لم يروا في الإسلام ما يعجبهم في دنياهم عند ابتلاء الله مؤمني عباده بالضراء وتمحيصه إياهم بالشدائد والبلاء من إخفاقهم في مغزاهم وإنالة عدوهم منهم، أو إدبار من دنياهم عنهم أقاموا على نفاقهم وثبتوا على ضلالتهم كما قام السائرون في الصيب الذي وصف جل ذكره إذا أظلم وخفت ضوء البرق، فحار في طريقه فلم يعرف منهجه. قال أبو جعفر: وإنما خص جل ذكره السمع والأبصار بأنه لو شاء أذهبها من المنافقين دون سائر أعضاء أجسامهم للذي جرى من ذكرها في الآيتين، أعني قوله:
ناپیژندل شوی مخ