جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه
جامع البيان في تفسير القرآن
وداع دعايا من يجيب إلى الندى
فلم يستجبه عند ذاك مجيب
يريد: فلم يجبه. فكان معنى الكلام إذا مثل استضاءة هؤلاء المنافقين في إظهارهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم وللمؤمنين بألسنتهم من قولهم: آمنا بالله وباليوم الآخر وصدقنا بمحمد، وبما جاء به، وهم للكفر مستبطنون فيما الله فاعل بهم، مثل استضاءة موقد نار بناره حتى أضاءت له النار ما حوله، يعني ما حول المستوقد. وقد زعم بعض أهل العربية من أهل البصرة أن «الذي» في قوله: { كمثل الذي استوقد نارا } بمعنى «الذين» كما قال جل ثناؤه: والذي جاء بالصدق وصدق به أولئك هم المتقون. وكما قال الشاعر:
فإن الذي حانت بفلج دماؤهم
هم القوم كل القوم يا أم خالد
قال أبو جعفر: والقول الأول هو القول لما وصفنا من العلة، وقد أغفل قائل ذلك فرق ما بين الذي في الآيتين وفي البيت، لأن «الذي» في قوله:
والذي جآء بالصدق
[الزمر: 33] قد جاءت الدلالة على أن معناها الجمع، وهو قوله:
أولئك هم المتقون
[الزمر: 33] وكذلك الذي في البيت، وهو قوله: دماؤهم. وليست هذه الدلالة في قوله: { كمثل الذي استوقد نارا }. فذلك فرق ما بين «الذي» في قوله: { كمثل الذي استوقد نارا } وسائر شواهده التي استشهد بها على أن معنى «الذي» في قوله: { كمثل الذي استوقد نارا } بمعنى الجماعة، وغير جائز لأحد نقل الكلمة التي هي الأغلب في استعمال العرب على معنى إلى غيره إلا بحجة يجب التسليم لها. ثم اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك، فروي عن ابن عباس فيه أقوال أحدها ما: حدثنا به محمد بن حميد، قال: حدثنا سلمة عن ابن إسحاق، عن محمد بن أبي محمد، عن عكرمة أو عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، قال: ضرب الله للمنافقين مثلا فقال: { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا فلمآ أضآءت ما حوله ذهب الله بنورهم وتركهم في ظلمت لا يبصرون } أي يبصرون الحق ويقولون به، حتى إذا خرجوا به من ظلمة الكفر أطفئوه بكفرهم به ونفاقهم فيه، فتركهم في ظلمات الكفر فهم لا يبصرون هدى ولا يستقيمون على حق. والآخر ما: حدثنا به المثنى به إبراهيم، قال: حدثنا أبو صالح، قال: حدثنا معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { مثلهم كمثل الذي استوقد نارا } إلى آخر الآية.
ناپیژندل شوی مخ