جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه
جامع البيان في تفسير القرآن
بها العين والآرام يمشين خلفة
وأطلاؤها ينهضن من كل مجثم
وأما الليل فإنه جمع ليلة، نظير التمر الذي هو جمع تمرة، وقد يجمع ليال فيزيدون في جمعها ما لم يكن في واحدتها. وزيادتهم الياء في ذلك نظير زيادتهم إياها في رباعية وثمانية وكراهية. وأما النهار فإن العرب لا تكاد تجمعه لأنه بمنزلة الضوء، وقد سمع في جمعه «النهر» قال الشاعر:
لولا الثريدان هلكنا بالضمر
ثريد ليل وثريد بالنهر
ولو قيل في جمع قليله أنهرة كان قياسا. القول في تأويل قوله تعالى: { والفلك التي تجري في البحر بما ينفع الناس }. يعني تعالى ذكره: إن في الفلك التي تجري في البحر. والفلك هو السفن، واحده وجمعه بلفظ واحد، ويذكر ويؤنث، كما قال تعالى ذكره في تذكيره في آية أخرى:
وآية لهم أنا حملنا ذريتهم في الفلك المشحون
[يس: 41] فذكره، وقد قال في هذه الآية: { والفلك التي تجري في البحر } وهي مجراة، لأنها إذا أجريت فهي الجارية، فأضيف إليها من الصفة ما هو لها. وأما قوله: { بما ينفع الناس } فإن معناه: ينفع الناس في البحر. القول في تأويل قوله تعالى: { وما أنزل الله من السماء من ماء فأحيا به الأرض بعد موتها }.
يعني تعالى ذكره بقوله: { وما أنزل الله من السماء من ماء } وفيما أنزله الله من السماء من ماء، وهو المطر الذي ينزله الله من السماء. وقوله: { فأحيا به الأرض بعد موتها } وإحياؤها: عمارتها وإخراج نباتها، والهاء التي في «به» عائدة على الماء والهاء والألف في قوله: { بعد موتها } على الأرض، وموت الأرض: خرابها ودثور عمارتها، وانقطاع نباتها الذي هو للعباد أقوات وللأنام أرزاق. القول في تأويل قوله تعالى: { وبث فيها من كل دابة }. يعني تعالى ذكره بقوله: { وبث فيها من كل دابة } وإن فيما بث في الأرض من دابة. ومعنى قوله: { وبث فيها } وفرق فيها، من قول القائل: بث الأمير سراياه: يعني فرق. والهاء والألف في قوله: «فيها» عائدتان على الأرض . والدابة الفاعلة من قول القائل دبت الدابة تدب دبيبا فهي دابة، والدابة اسم لكل ذي روح كان غير طائر بجناحيه لدبيبه على الأرض. القول في تأويل قوله تعالى: { وتصريف الرياح }. يعني تعالى ذكره بقوله: { وتصريف الرياح } وفي تصريفه الرياح، فأسقط ذكر الفاعل وأضاف الفعل إلى المفعول، كما قال: يعجبني إكرام أخيك، يريد إكرامك أخاك وتصريف الله إياها: أن يرسلها مرة لواقح، ومرة يجعلها عقيما، ويبعثها عذابا تدمر كل شيء بأمر ربها. كما: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { وتصريف الرياح } والسحاب المسخر قال: قادر والله ربنا على ذلك، إذا شاء جعلها عذابا ريحا عقيما لا تلقح، إنما هي عذاب على من أرسلت عليه. وزعم بعض أهل العربية أن معنى قوله: { وتصريف الرياح } أنها تأتي مرة جنوبا وشمالا وقبولا ودبورا ثم قال: وذلك تصريفها. وهذه الصفة التي وصف الرياح بها صفة تصرفها لا صفة تصريفها، لأن تصريفها تصريف الله لها، وتصرفها اختلاف هبوبها. وقد يجوز أن يكون معنى قوله: { وتصريف الرياح } تصريف الله تعالى ذكره هبوب الرياح باختلاف مهابها. القول في تأويل قوله تعالى: { والسحاب المسخر بين السماء والأرض لآيات لقوم يعقلون }. يعني تعالى ذكره بقوله { والسحاب المسخر } وفي السحاب جمع سحابة، يدل على ذلك قوله تعالى ذكره:
وينشىء السحاب الثقال
ناپیژندل شوی مخ