292

جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

جامع البيان في تفسير القرآن

مثاب لافناء القبائل كلها

تخب إليه اليعملات الصلائح

ومنه قيل: ثاب إليه عقله، إذا رجع إليه بعد عزوبه عنه. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله الله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: لا يقضون منه وطرا. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: يثوبون إليه، لا يقضون منه وطرا. حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: أما المثابة فهو الذي يثوبون إليه كل سنة لا يدعه الإنسان إذا أتاه مرة أن يعود إليه. حدثني محمد بن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي عن أبيه، عن ابن عباس قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: لا يقضون منه وطرا، يأتونه ثم يرجعون إلى أهليهم ثم يعودون إليه. وحدثني عبد الكريم بن أبي عمير، قال: حدثني الوليد بن مسلم، قال: قال أبو عمرو، حدثني عبدة بن أبي لبابة في قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: لا ينصرف عنه منصرف وهو يرى أنه قد قضى منه وطرا.

حدثني يعقوب بن إبراهيم، قال: ثنا هشيم، قال: أخبرنا عبد الملك عن عطاء في قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: يثوبون إليه من كل مكان، ولا يقضون منه وطرا. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا جرير، عن عبد الملك، عن عطاء، مثله. حدثني محمد بن عمار الأسدي، قال: ثنا سهل بن عامر، قال: ثنا مالك بن مغول، عن عطية في قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: لا يقضون منه وطرا. حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا عبد الرحمن، قال: ثنا سفيان، عن أبي الهذيل، قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: يحجون ويثوبون. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا الثوري، عن أبي الهذيل، عن سعيد بن جبير في قوله: { مثابة للناس } قال: يحجون، ثم يحجون، ولا يقضون منه وطرا. حدثني المثنى، قال: ثنا ابن بكير، قال: ثنا مسعر، عن غالب، عن سعيد بن جبير: { مثابة للناس } قال: يثوبون إليه. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا } قال: مجمعا. حدثني المثنى، قال: ثنا عبد الله بن صالح، قال: حدثني معاوية بن صالح، عن علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس: { مثابة للناس } قال: يثوبون إليه. حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { مثابة للناس } قال: يثوبون إليه. حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { وإذ جعلنا البيت مثابة للناس } قال: يثوبون إليه من البلدان كلها ويأتونه. القول في تأويل قوله تعالى: { وأمنا }. والأمن: مصدر من قول القائل أمن يأمن أمنا. وإنما سماه الله أمنا لأنه كان في الجاهلية معاذا لمن استعاذ به، وكان الرجل منهم لو لقي به قاتل أبيه أو أخيه لم يهجه ولم يعرض له حتى يخرج منه، وكان كما قال الله جل ثناؤه:

أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم

[العنكبوت: 67]. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله: { وأمنا } قال: من أم إليه فهو آمن كان الرجل يلقى قاتل أبيه أو أخيه فلا يعرض له. حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: أما { أمنا } فمن دخله كان آمنا. حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله الله: { وأمنا } قال: تحريمه لا يخاف فيه من دخله. ذكر من قال ذلك: حدثت عن عمار، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع قوله: { وأمنا } يقول: أمنا من العدو أن يحمل فيه السلاح، وقد كان في الجاهلية يتخطف الناس من حولهم وهم آمنون لا يسبون.

حدثت عن المنجاب، قال: أخبرنا بشر، عن أبي روق، عن الضحاك، عن ابن عباس في قوله: { وأمنا } قال: أمنا للناس. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد في قوله: { وأمنا } قال: تحريمه لا يخاف فيه من دخله. القول في تأويل قوله تعالى: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }. اختلف القراء في قراءة ذلك، فقرأه بعضهم: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } بكسر الخاء على وجه الأمر باتخاذه مصلى وهي قراءة عامة المصرين الكوفة والبصرة، وقراءة عامة قراء أهل مكة وبعض قراء أهل المدينة. وذهب إليه الذين قرءوه كذلك من الخبر الذي: حدثنا أبو كريب ويعقوب بن إبراهيم، قالا: حدثنا هشيم، قال: أخبرنا حميد، عن أنس ابن مالك، قال: قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله، لو اتخذت المقام مصلى؟ فأنزل الله: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى }. حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا ابن أبي عدي، وحدثني يعقوب، قال: ثنا ابن علية جميعا، عن حميد، عن أنس، عن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله. حدثنا عمرو بن علي، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا حميد، عن أنس، قال: قال عمر بن الخطاب: قلت: يا رسول الله، فذكر مثله. قالوا: فإنما أنزل الله تعالى ذكره هذه الآية أمرا منه نبيه صلى الله عليه وسلم باتخاذ مقام إبراهيم مصلى فغير جائز قراءتها وهي أمر على وجه الخبر. وقد زعم بعض نحويي البصرة أن قوله: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } معطوف على قوله:

يبني إسرائيل اذكروا نعمتي

[البقرة: 40] { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } فكان الأمر بهذه الآية وباتخاذ المصلى من مقام إبراهيم على قول هذا القائل لليهود من بني إسرائيل الذين كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. كما: حدثنا الربيع بن أنس بما حدثت عن عمار بن الحسن، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، قال: من الكلمات التي ابتلي بهن إبراهيم قوله: { واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى } فأمرهم أن يتخذوا من مقام إبراهيم مصلى، فهم يصلون خلف المقام. فتأويل قائل هذا القول:

وإذ ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال إني جاعلك للناس إماما

ناپیژندل شوی مخ