282

جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

جامع البيان في تفسير القرآن

يعالج عاقرا أعيت عليه

ليلقحها فينتجها حوارا

يريد: فإذا هو ينتجها حوارا. فمعنى الآية إذا: وقالوا اتخذ الله ولدا، سبحانه أن يكون له ولد بل هو مالك السموات والأرض وما فيهما، كل ذلك مقر له بالعبودية بدلالته على وحدانيته. وأنى يكون له ولد، وهو الذي ابتدع السموات والأرض من غير أصل، كالذي ابتدع المسيح من غير والد بقدرته وسلطانه، الذي لا يتعذر عليه به شيء أراده بل إنما يقول له إذا قضاه فأراد تكوينه: «كن»، فيكون موجودا كما أراده وشاءه. فكذلك كان ابتداعه المسيح وإنشاءه إذ أراد خلقه من غير والد.

[2.118]

اختلف أهل التأويل فيمن عنى الله بقوله: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله } فقال بعضهم: عنى بذلك النصارى. ذكر من قال ذلك: حدثني محمد بن عمرو، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثنا عيسى، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قول الله جل وعز: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } قال: النصارى تقوله. حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد، مثله وزاد فيه { وقال الذين لا يعلمون }: النصارى. وقال آخرون: بل عنى الله بذلك اليهود الذين كانوا في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم . ذكر من قال ذلك: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا يونس بن بكير. وحدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة بن الفضل، قالا جميعا: ثنا محمد بن إسحاق، قال: حدثني محمد بن أبي محمد، قال: حدثني سعيد بن جبير أو عكرمة، عن ابن عباس، قال: قال رافع بن حريملة لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنت رسولا من عند الله كما تقول، فقل لله عز وجل فليكلمنا حتى نسمع كلامه فأنزل الله عز وجل في ذلك من قوله: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } الآية كلها. وقال آخرون: بل عنى بذلك مشركي العرب. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله أو تأتينا آية } وهم كفار العرب. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله } قال: هم كفار العرب. حدثني موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { وقال الذين لا يعلمون لولا يكلمنا الله } أما الذين لا يعلمون: فهم العرب. وأولى هذه الأقوال بالصحة والصواب قول القائل: إن الله تعالى عنى بقوله: { وقال الذين لا يعلمون } النصارى دون غيرهم لأن ذلك في سياق خبر الله عنهم، وعن افترائهم عليه وادعائهم له ولدا. فقال جل ثناؤه، مخبرا عنهم فيما أخبر عنهم من ضلالتهم أنهم مع افترائهم على الله الكذب بقوله:

اتخذ الله ولدا

[البقرة: 116] تمنوا على الله الأباطيل، فقالوا جهلا منهم بالله وبمنزلتهم عنده وهم بالله مشركون: لولا يكلمنا الله كما يكلم رسوله وأنبياءه، أو تأتينا آية كما أتتهم ولا ينبغي لله أن يكلم إلا أولياءه، ولا يؤتي آية معجزة على دعوى مدع إلا لمن كان محقا في دعواه وداعيا إلى الله وتوحيده. فأما من كان كاذبا في دعواه وداعيا إلى الفرية عليه وادعاء البنين والبنات له، فغير جائز أن يكلمه الله جل ثناؤه، أو يؤتيه آية معجزة تكون مؤيدة كذبه وفريته عليه.

وقال الزاعم: إن الله عنى بقوله: { وقال الذين لا يعلمون } العرب، فإنه قائل قولا لا خبر بصحته ولا برهان على حقيقته في ظاهر الكتاب. والقول إذا صار إلى ذلك كان واضحا خطؤه، لأنه ادعى ما لا برهان على صحته، وادعاء مثل ذلك لن يتعذر على أحد. وأما معنى قوله: { لولا يكلمنا الله } فإنه بمعنى: هلا يكلمنا الله كما قال الأشهب بن رميلة:

تعدون عقر النيب أفضل مجدكم

بني ضوطري لولا الكمي المقنعا

ناپیژندل شوی مخ