جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

الطبري d. 310 AH
199

جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

جامع البيان في تفسير القرآن

حدثني المثنى، قال: حدثنا أبو حذيفة، قال: حدثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: { نكالا لما بين يديها وما خلفها } يقول: بين يديها ما مضى من خطاياهم، { وما خلفها }: خطاياهم التي هلكوا بها. حدثنا القاسم، قال: حدثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، مثله إلا أنه قال: { وما خلفها } خطيئتهم التي هلكوا بها. وقال آخرون بما: حدثني به موسى بن هارون، قال: حدثنا عمرو، قال: حدثنا أسباط، عن السدي: { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها } قال: أما ما بين يديها: فما سلف من عملهم، { وماخلفها }: فمن كان بعدهم من الأمم أن يعصوا فيصنع الله بهم مثل ذلك. وقال آخرون بما: حدثني به ابن سعد، قال: حدثني أبي، قال: حدثني عمي، قال: حدثني أبي، عن أبيه، عن ابن عباس قوله: { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها } يعني الحيتان جعلها نكالا لما بين يديها { وما خلفها } من الذنوب التي عملوا قبل الحيتان، وما عملوا بعد الحيتان، فذلك قوله: { ما بين يديها وما خلفها }. وأولى هذه التأويلات بتأويل الآية ما رواه الضحاك عن ابن عباس وذلك لما وصفنا من أن الهاء والألف في قوله: { فجعلناها نكالا } بأن تكون من ذكر العقوبة والمسخة التي مسخها القوم أولى منها بأن تكون من ذكر غيرها، من أجل أن الله جل ثناؤه إنما يحذر خلقه بأسه وسطوته، وبذلك يخوفهم. وفي إبانته عز ذكره بقوله: { نكالا } أنه عنى به العقوبة التي أحلها بالقوم ما يعلم أنه عنى بقوله: { فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها }: فجعلنا عقوبتنا التي أحللناها بهم عقوبة لما بين يديها وما خلفها، دون غيره من المعاني. وإذا كانت الهاء والألف بأن تكون من ذكر المسخة والعقوبة أولى منها بأن تكون من ذكر غيرها، فكذلك العائد في قوله: { لما بين يديها وما خلفها } من الهاء والألف أن يكون من ذكر الهاء والألف اللتين في قوله: { فجعلناها } أولى من أن يكون من غيره. فتأويل الكلام إذا كان الأمر على ما وصفنا: فقلنا لهم كونوا قردة خاسئين، فجعلنا عقوبتنا لهم عقوبة لما بين يديها من ذنوبهم السالفة منهم مسخنا إياهم وعقوبتنا لهم، ولما خلف عقوبتنا لهم من أمثال ذنوبهم، أن يعمل بها عامل، فيمسخوا مثل ما مسخوا، وأن يحل بهم مثل الذي حل بهم تحذيرا من الله تعالى ذكره عباده أن يأتوا من معاصيه مثل الذي أتى الممسوخون فيعاقبوا عقوبتهم. وأما الذي قال في تأويل ذلك: { فجعلناها } يعني الحيتان عقوبة لما بين يدي الحيتان من ذنوب القوم وما بعدها من ذنوبهم، فإنه أبعد في الانتزاع وذلك أن الحيتان لم يجر لها ذكر فيقال: { فجعلناها } فإن ظن ظان أن ذلك جائز وإن لم يكن جرى للحيتان ذكر، لأن العرب قد تكني عن الاسم ولم يجر له ذكر، فإن ذلك وإن كان كذلك، فغير جائز أن يترك المفهوم من ظاهر الكتاب والمعقول به ظاهر في الخطاب والتنزيل إلى باطن لا دلالة عليه من ظاهر التنزيل ولا خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم منقول ولا فيه من الحجة إجماع مستفيض.

وأما تأويل من تأول ذلك: لما بين يديها من القرى وما خلفها، فينظر إلى تأويل من تأول ذلك بما بين يدي الحيتان وما خلفها. القول في تأويل قوله تعالى: { وموعظة }. والموعظة مصدر من قول القائل: وعظت الرجل أعظه وعظا وموعظة: إذا ذكرته. فتأويل الآية: فجعلناها نكالا لما بين يديها وما خلفها، وتذكرة للمتقين، ليتعظوا بها، ويعتبروا، ويتذكروا بها، كما: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، عن أبي روق عن الضحاك، عن ابن عباس: { وموعظة } يقول: وتذكرة وعبرة للمتقين. القول في تأويل قوله تعالى { للمتقين }. وأما المتقون فهم الذين اتقوا بأداء فرائضه واجتناب معاصيه كما: حدثنا أبو كريب، قال: ثنا عثمان بن سعيد، قال: ثنا بشر بن عمارة، قال: ثنا أبو روق، عن الضحاك، عن ابن عباس: { وموعظة للمتقين } يقول: للمؤمنين الذين يتقون الشرك، ويعملون بطاعتي. فجعل تعالى ذكره ما أحل بالذين اعتدوا في السبت من عقوبته موعظة للمتقين خاصة وعبرة للمؤمنين دون الكافرين به إلى يوم القيامة. حدثنا ابن حميد، قال: ثنا سلمة، قال: حدثني ابن إسحاق، عن داود بن الحصين، عن عكرمة مولى ابن عباس، عن عبد الله بن عباس في قوله: { وموعظة للمتقين } إلى يوم القيامة. حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: { وموعظة للمتقين }: أي بعدهم. حدثنا الحسن بن يحيى، قال: أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا معمر، عن قتادة، مثله. حدثنا موسى، قال: ثنا عمرو، قال: ثنا أسباط، عن السدي: أما موعظة للمتقين، فهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم. حدثني المثنى، قال: ثنا إسحاق، قال: ثنا ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع: { وموعظة للمتقين } قال: فكانت موعظة للمتقين خاصة. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسن، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج في قوله: { وموعظة للمتقين }: أي لمن بعدهم.

[2.67-68]

وهذه الآية مما وبخ الله بها المخاطبين من بني إسرائيل في نقض أوائلهم الميثاق الذي أخذه الله عليهم بالطاعة لأنبيائه، فقال لهم: واذكروا أيضا من نكثكم ميثاقي، إذ قال موسى لقومه، وقومه بنو إسرائيل، إذ ادارءوا في القتيل الذي قتل فيهم إليه { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة قالوا أتتخذنا هزوا } والهزو: اللعب والسخرية، كما قال الراجز:

قد هزئت مني أم طيسله

قالت أراه معدما لا شيء له

يعني بقوله: قد هزئت: قد سخرت ولعبت. ولا ينبغي أن يكون من أنبياء الله فيما أخبرت عن الله من أمر أو نهي هزو أو لعب. فظنوا بموسى أنه في أمره إياهم عن أمر الله تعالى ذكره بذبح البقرة عند تدارئهم في القتيل إليه أنه هازىء لاعب، ولم يكن لهم أن يظنوا ذلك بنبي الله ، وهو يخبرهم أن الله هو الذي أمرهم بذبح البقرة، وحذفت الفاء من قوله: { أتتخذنا هزوا } وهو جواب، لاستغناء ما قبله من الكلام عنه، وحسن السكوت على قوله: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } فجاز لذلك إسقاط الفاء من قوله: { أتتخذنا هزوا } كما جاز وحسن إسقاط من قوله تعالى:

قال فما خطبكم أيها المرسلون * قالوا إنآ أرسلنآ

[الحجر: 57-58] ولم يقل: فقالوا إنا أرسلنا، ولو قيل: «فقالوا»، كان حسنا أيضا جائزا، ولو كان ذلك على كلمة واحدة لم تسقط منه الفاء وذلك أنك إذا قلت قمت وفعلت كذا وكذا ولم تقل: قمت فعلت كذا وكذا، لأنها عطف لا استفهام يوقف عليه، فأخبرهم موسى إذ قالوا له ما قالوا إن المخبر عن الله جل ثناؤه بالهزء والسخرية من الجاهلين وبرأ نفسه مما ظنوا به من ذلك، فقال: { أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين } يعني من السفهاء الذين يروون عن الله الكذب والباطل. وكان سبب قيل موسى لهم: { إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة } ما: حدثنا به محمد بن عبد الأعلى قال: ثنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أيوب، عن محمد بن سيرين، عن عبيدة، قال: كان في بني إسرائيل رجل عقيم أو عاقر، قال: فقتله وليه، ثم احتمله، فألقاه في سبط غير سبطه. قال: فوقع بينهم فيه الشر، حتى أخذوا السلاح. قال: فقال أولو النهى: أتقتتلون وفيكم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأتوا نبي الله، فقال: اذبحوا بقرة فقالوا: { أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما هي قال إنه يقول إنها بقرة } إلى قوله:

فذبحوها وما كادوا يفعلون

ناپیژندل شوی مخ