جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

الطبري d. 310 AH
184

جامع البیان په قرآن کې د تفسیر په اړه

جامع البيان في تفسير القرآن

بهمز الدانىء، وأنه سمعهم يقولون: إنه لدانىء خبيث، بالهمز. فإن كان ذلك عنهم صحيحا، فالهمز فيه لغة وتركه أخرى. ولا شك أن من استبدل بالمن والسلوى البقل والقثاء والعدس والبصل والثوم، فقد استبدل الوضيع من العيش بالرفيع منه. وقد تأول بعضهم قوله: { الذي هو أدنى } بمعنى الذي هو أقرب، ووجه قوله: { أدنى } إلى أنه أفعل من الدنو الذي هو بمعنى القرب. وبنحو الذي قلنا في معنى قوله: { الذي هو أدنى } قاله عدد من أهل التأويل في تأويله. ذكر من قال ذلك: حدثنا بشر بن معاذ قال: حدثنا يزيد بن زريع، عن سعيد، عن قتادة قال: { أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير } يقول: أتستبدلون الذي هو شر بالذي هو خير منه؟. حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج عن ابن جريج، عن مجاهد قوله: { الذي هو أدنى } قال: أردأ. القول في تأويل قوله تعالى: { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم }. وتأويل ذلك: فدعا موسى فاستجبنا له، فقلنا لهم: اهبطوا مصر. وهو من المحذوف الذي اجتزىء بدلالة ظاهره على ذكر ما حذف وترك منه. وقد دللنا فيما مضى على أن معنى الهبوط إلى المكان إنما هو النزول إليه والحلول به. فتأويل الآية إذا: { وإذ قلتم يا موسى لن نصبر على طعام واحد فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثآئها وفومها وعدسها وبصلها } قال لهم موسى: أتستبدلون الذي هو أخس وأردأ من العيش بالذي هو خير منه؟ فدعا لهم موسى ربه أن يعطيهم ما سألوه، فاستجاب الله له دعاءه، فأعطاهم ما طلبوا، وقال الله لهم: { اهبطوا مصرا فإن لكم ما سألتم }. ثم اختلف القراء في قراءة قوله: { مصرا } فقرأه عامة القراء: «مصرا» بتنوين المصر وإجرائه وقرأه بعضهم بترك التنوين وحذف الألف منه. فأما الذين نونوه وأجروه، فإنهم عنوا به مصرا من الأمصار لا مصرا بعينه، فتأويله على قراءتهم: اهبطوا مصرا من الأمصار، لأنكم في البدو، والذي طلبتم لا يكون في البوادي والفيافي، وإنما يكون في القرى والأمصار، فإن لكم إذا هبطتموه ما سألتم من العيش.

وقد يجوز أن يكون بعض من قرأ ذلك بالإجراء والتنوين، كان تأويل الكلام عنده: اهبطوا مصرا البلدة التي تعرف بهذا الاسم وهي «مصر» التي خرجوا عنها، غير أنه أجراها ونونها اتباعا منه خط المصحف، لأن في المصحف ألفا ثابتة في مصر، فيكون سبيل قراءته ذلك بالإجراء والتنوين سبيل من قرأ:

قواريرا * قواريرا من فضة قدروها تقديرا

[الإنسان: 15-16] منونة اتباعا منه خط المصحف. وأما الذي لم ينون مصر فإنه لا شك أنه عنى مصر التي تعرف بهذا الاسم بعينها دون سائر البلدان غيرها. وقد اختلف أهل التأويل في ذلك نظير اختلاف القراء في قراءته. فحدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد بن زريع، عن سعيد ، عن قتادة: { اهبطوا مصرا } أي مصرا من الأمصار { فإن لكم ما سألتم }. وحدثني موسى بن هارون، قال: ثنا عمرو بن حماد، قال: ثنا أسباط، عن السدي: { اهبطوا مصرا } من الأمصار، { فإن لكم ما سألتم } فلما خرجوا من التيه رفع المن والسلوى وأكلوا البقول. وحدثني المثنى، قال: حدثني آدم، قال: ثنا أبو جعفر، عن قتادة في قوله: { اهبطوا مصرا } قال: يعني مصرا من الأمصار. وحدثنا القاسم بن الحسن، قال: ثنا الحسين، قال: حدثني حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد: { اهبطوا مصرا } قال: مصرا من الأمصار، زعموا أنهم لم يرجعوا إلى مصر. حدثني يونس بن عبد الأعلى، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد: { اهبطوا مصرا } قال: مصرا من الأمصار. ومصر لا تجري في الكلام، فقيل: أي مصر؟ فقال: الأرض المقدسة التي كتب الله لهم. وقرأ قول الله جل ثناؤه:

ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم

[المائدة: 21]. وقال آخرون: هي مصر التي كان فيها فرعون. ذكر من قال ذلك: حدثني المثنى، ثنا آدم، ثنا أبو جعفر، عن الربيع، عن أبي العالية في قوله: { اهبطوا مصرا } قال: يعني به مصر فرعون. حدثت عن عمار بن الحسن، عن ابن أبي جعفر، عن أبيه، عن الربيع، مثله. ومن حجة من قال: إن الله جل ثناؤه إنما عنى بقوله: { اهبطوا مصرا } مصرا من الأمصار دون مصر فرعون بعينها، أن الله جعل أرض الشام لبني إسرائيل مساكن بعد أن أخرجهم من مصر، وإنما ابتلاهم بالتيه بامتناعهم على موسى في حرب الجبابرة إذ قال لهم:

يقوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خسرين

[المائدة: 21] إلى قوله:

إنا لن ندخلهآ أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون

[المائدة: 24] فحرم الله جل وعز على قائلي ذلك فيما ذكر لنا دخولها حتى هلكوا في التيه وابتلاهم بالتيهان في الأرض أربعين سنة، ثم أهبط ذريتهم الشام، فأسكنهم الأرض المقدسة، وجعل هلاك الجبابرة على أيديهم مع يوشع بن نون بعد وفاة موسى بن عمران.

ناپیژندل شوی مخ