============================================================
قلت والحكمة في المواخاة كمال الألفة وزوال الوحشة فيما يينهم رضي الله عنهم آجمعين ورضي عنا بهم.
وأما زهده فقد نقل آن قوته كان خبز الشعير، فياخذ منها قبضة ال ويضعها في القدح، ثم يصب عليها ماء ويشرب، وكان رضي الله عنه يوما جالسأ فجاءه (التياح) فقال يا أمير المؤمنين امتلأ بيت المال من صفراء وبيضاء، فقال الله اكبر، فقام ونادى في الناس، قأعطى جميع ما في بيت مال المسلمين، وهو يقول: يا صفراء، يا بيضاء غري غيري، ها، ها، حى ما بقي منه دينار ولا درهم، ثم آمر بنضحه، وصلى فيه ركعتين، رجاء ان يشهد له يوم القيامة، ويروى أن ضرار بن حمزة(1) قال: أشهد لقد رأيته في بعض مواقفه، وقد آرخى الليل سدوله، وغابت نجومه، قابضا على لحيته وهو يتململ تململ السليم، ويبكي بكاء الحزين، ويقول: يا دنيا غري غيري، إلي تعرضت آم لي تشوقت هيهات هيهات، قد طلقتك ثلاثا لا رجعة فيها، فعمرك قصير، وخطرك كثير، ومجلسك حقير، آه آه من قلة الزاد وبعد السفر ووحشة الطريق، ولقد أحسن من قال في المعنى: عتبث على الدنيا وقلت إلى متى اكابد دهرا هيه ليس يسنجلي فقالت أجل يا ابن الرسول رميتم بسهم عناد حين طلقني علي قال ابن أرقم: رأيت عليا وهو يبيع سيفا له في السوق ويقول من يشتري مني هذا السيف فوالذي فلق الحبة لطالما كشفت به الكروب عن وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان عندي ثمن إزار ما بعته، وكان رضي الله عنه كثيرا ما ينشد ويقول: ق بالتواضع من يموت ويكفي المرء من دنياه قوت للمرء يصيح ذا هموم وحرص ليس تدركه النعوت 6) هو ضرار بن حمزة الضيائي، والكلمة له في تهج البلاغة ص 480 تالها عند دخوله على معاوية ومسالته له عن الإمام علي:
مخ ۴۵