172

ځمکه انور

ژانرونه

============================================================

الآخر هارون الرشيد، وكان الرشيد يكرمه ويبجله وكان له عنده أعلى منزلة ومكانة، وهو أول من دعي بقاضي القضاة، ويقال أنه أول من غير لباس العلماء إلى هذه الهيثة التي هي عليها في هذا الزمان، وكان ملبوس الناس قبل ذلك شيئا واحدا لا يتميز أحد عن أحد بلباسه وذكر ابن عمر بن عبد البر صاحب كتاب الاستيعاب في كتابه الذي سماه الانتقاء(6) في فضائل الثلاثة الفقهاء أن أبا يوسف المذكور كان حافظا وإنه كان يحضر المحدثين ريحفظ الخمسين والستين حديثا ثم يقوم فيمليها على الناس، وكان كثير الحديث، وقال محمد بن جرير الطبري: وتحامى عن حديثه قوم من أهل الحديث من أجل غلبة الرأي عليه وتفريعه الفروع والأحكام مع صحبة السلطان وتقلده القضاء، وحكى أبو بكر الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد(3). أن أبا يوسف قال: كنت أطلب الحديث والفقه وأنا مقل رث الحال، فجاء أبي يوما وأنا عند أبي حنيفة فقال: يا بني لا تمد رجلك مع رجل أبي حنيفة فان أبا حشيفة خبزه مشوي، وأنت تحتاج إلى المعاش فقصرت عن كثير من الطلب وآثرت طاعة أبي، فتفقدني أبو حنيقة وسأل عني، فجعلت أمضي إليه، فقال لي أول بوم أتيته بعد تأخري عنه، ما شفلك عنا؟ قلت: الشغل بالمعاش وطاعة والدي، فجلست، فلما انصرف الناس دفع الي صرة وقال: استمتع بها فنظرت فإذا هي ماثة درهم، وقال لي الزم الحلقة وإذا نفدت هذه فأعلمي، فلزمت الحلقة فلما مضت مدة يسيرة دفع إلي مائة درهم أخرى ثم كان يتعاهدني وما أعلمته بخله قط ولا خبرته بنفاد شيء، وكأنه كان بخبر بنناد ما عندي، حتى استقتيت رتمولت، ثم قال وحكي آن والد أبي يوسف مات وخلف أبا يوسف طفلا صغيرا وإن أمه هي التي آنكرت عليه حضوره حلقة أبي حنينة، ثم روق الخطيب أيضا بإسناد متصل إلى علي بن الجعد قال: أخبرني ابو يوسف القاضي، قال توفى أبي وخلفتي صغيرا في حجر أمي، فأسلمتني إلى قصار (1) الانتقاء في فضل الثلاثة الفقهاء ص172.

2) تاريخ بغداد 24/6

مخ ۱۷۲