============================================================
فقال: فوقنا بدرجتين، قلت فأبو حنيفة، قال هيهات ذاك أعلى عليين، كيف وقد صلى الفجر بوضوء العشاء أربعين سنة، وحج خمسا وخمسين حجة، ورأى ربه في المنام مائة مرة، ولها قصة مشهورة، وفي حجته الأخيرة، استأذن حجبة الكعبة للدخول ليلا، فقام بين العمودين على رجله اليمتى ووضع اليسرى على ظهرها حتى ختم نصف القرآن، ثم ركع ال و سجده ثم قام على رجله اليسرى ووضع اليمنى على ظهرها حتى ختم القرآن، فلما سلم بكى وناجى ربه وقال: الهي ما عبدك هذا العبد الضعيف حق عبادتك لكن عرفك حق معرفتك، فهب نقصان خدمته لكمال معرفته، فهتف هاتف من جانب البيت يا آبا حنيفة، عرفتنا حق المعرفة، وخدمتنا فأحسنت الخدمة، وقد غفرنا لك ولمن تبعك ممن كان على مذهبك إلى يوم القيامة، وقيل لأبي حنيفة بم بلغت ما بلغت؟ قال ما بخلت بالافادة وما استنكفت عن الاستفادة، وقال مسعر بن كدام(4)، من جعل أبا حنيفة بينه وبين الله رجوت أن لا يخاف وقال فيه : ي من الخيرات ما أعددته يوم القيامة في رضى الرحمن ين البي محمد خير الورى ثم اعتقادي مذهب النعمان وعنه عليه الصلاة والسلام: أن آدم افتخر بي وأنا أفتخر برجل من أمتي اسمه تعمان وكنيته أبو حنيفة وهو سراج أمتي، وعنه عليه الصلاة والسلام، أن سائر الأنبياء يفتخرون بي، وأنا أفتخر بأبي حنيفة من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني، كلذا في التقدمة شرح مقدمة أبي الليث قال: في الضياء المعنوي، وقول ابن الجوزي أنه موضوع فإنه تعصب لأنه روى بطرق مختلفة، وروى الجرجاني في متاقبه لسهل بن عبد الله الدستوائي أنه قال لو كان في أمة موسى وعيسى مثل أبي حنيفة لما تهؤدوا (1) مسعر بن كدام بن ظهير الهلالي الرزاسي، من ثقات أهل الحديث، كوفي، تونى بمكة سنة 152ه او 155ه أنظر تهذيب التهذيب 113/10 وحلية الأولياء 209/7 والمعارف 11 والكراكب الدرية 168 والاعلام 216/7.
مخ ۱۳۹