137

ځمکه انور

ژانرونه

============================================================

وفي تاريخ بغداد(6) ووفيات الاعيان(2) أن أبا حنيفة كان له جار اسكافي، فيعمل نهاره فإذا رجع إلى منزله ليلا تعشى، ثم يشرب فإذا دب الشراب تفنى بهذا البيت فقال: أضاعوني واي فتى أضاعرا ليوم كريهة وسداد ثفر(3) ولا يزال يشرب ويردد هذا البيت حتى يأخذه النوم، وأبر حنيفة يسمع جلبة كل يوم وكان أبو حنيفة يصلي الليل كله، ففقد أبو حنيفة صوته فسأل عنه فقيل له أخذه العس منذ ليال، فصلى أبو حنيفة الفجر من غداة ثم ركب بغلته وإلى دار الأمير(4) واستأذن عليه فقال اثذنوا له واقبلوا به راكبا ولا تدعوه ينزل حتى يطأ البساط ففعل به ذلك فوسع له الأمير من مجلسه، فقال له ما حاجتك، فشفع في جاره فقال الأمير، أطلقوه، وكل من أخذ من تلك الليلة إلى هذا اليوم، فخلوهم آيضا يذهبوا فركب آبو حنيفة بغلته والإسكافي يمشي خلفه فقال له أبو حنيفة يا فتى هل اضعناك، فقال بل حفظت ورعيت فجزاك الله خيرا من حرمة الجوار ثم تاب الرجل ولم يعد إلى ما كان يفعل.

وكان لا يقبل الهدايا والعطايا من الملوك والاكابر ويتعيش من كسبه الحلال، وكما كان ينفق على نفسه وأهله للمطعم والملبس كان ينفق مثله على العلماء والققهاء.

وحكى الامام الصيمري عن مصعب بن خارجة على ما نقله المؤلف أنه كان قصد بيت الله الحرام وعنده جارية، فاودعها الامام أبا حنيفة اوسافر إلى مكة فأقام فيها أربعة أشهر ثم رجع إلى الكوفة، فاستخبره عن الجارية وأطوارها، فقال والله ما أبصرتها ولا سمعت صوتها، فأخذ (؟) و (2) تاريخ بغداد 362/13 ووفيات الأعيان 410/6 والخبر ايضا في الأغاني 428/10 وحياة الحيوان 231/6 (3) البيث اللعرجي، عبد الله ين عمر بن عمرو بن عثمان بن عفان (الأغانى 396/6).

(4) هو عيسى بن موسى كما في الأغاني 398/1.

مخ ۱۳۷