جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرونه
و[لما] كان الطفل لم يخاطب بأمر من طاعة ولا معصية، ولا قدمت يداه معصية ولا كسبت يداه ذنبا؛ لأن القلم عنه مرفوع، قلنا: بقول من قال: إنهم ليسوا لحقا لآبائهم، وإن الله رؤوف رحيم، قادر على أن يتفضل عليهم برحمته ولا يعذبهم، ولم تكن لهم |معهم| معصية، ويدخلهم جنته كيف يشاء، والله حكيم عليم، غفور رحيم، لا يعاقب إلا من عصاه، وقد بين {ألا تزر وازرة وزر أخرى}، و{لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئا}.
وقد روي عن النبي ^ روايات، فمنها أنه سئل عن أطفال المشركين والمنافقين فقال: «خدم أهل الجنة»، والله قادر أن يتفضل عليهم كما تفضل على الولدان والحور العين الحسان.
فإن قال قائل منهم: في قول الله تعالى: {ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}؟
قيل له: ذلك لما قال لنوح: {..أنه لن يؤمن من قومك إلا من قد آمن فلا تبتئس بما كانوا يفعلون}، /54/ {وقال نوح رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا * إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا}، وإذا بلغ وعاند كان كافرا معاندا.
وقد قيل: إن زوجته خديجة سألته عن أولادها من غيره، فقال: «هم في النار»، وأخبار النبي ^ لا تتناقض، ولكن الطفل في اللغة: هو الذي يركب الخيل ويقاتل، قال القائل:
لقينا بها أطفالهم ... وخيولهم ... عليهم سرابيل الحديد ... المسرد
يعني: الشجاع، قد سمي طفلا في اللغة، ولكن إنما قال لها النبي ذلك لعلمه بأولادها أنهم كانوا بالغين معاندين، ولسنا نقول في هذا بالقياس، وقد أخذنا بقول من لم ير عذابهم ولا تبعا لآبائهم، وقد بين الله في كتابه ما فيه كفاية ما تلونا، وبالله التوفيق وبه نستعين.
مخ ۷۶