جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق
جامع أبي الحسن البسيوي جديد
ژانرونه
وتأول: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}، وزعم أن عيسى ابن مريم وأمه والملائكة يعذبون؛ لأنهم عبدوا من دون الله لقوله: {إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون}.
ودان بالشك في البعث لقول الله: {لكل أجل كتاب * يمحو الله ما يشاء ويثبت}، وقال: والله ما أدري أيبعث الله من في القبور أم لا؟! /151/
ودان أن في الأرض إلها غير الله، لقوله: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله}، ثم دعا الناس إلى ذلك، واستحل دم من لم يستجب له، وسبى ذريته، وغنم ماله، وقتله حيث لقيه، ولم يأمن أحد عنده بإظهار خلاف ذلك. ما الحكم علينا إن دخلنا هذه القرية التي فيها هذا الإمام، وقد أعطى جميعهم الرضى، ولم يأمنوا عنده إلا بذلك، والإمام ومن معه جميعا يقرون بالتوحيد، وبالنبي والكتاب، أنسميهم مؤمنين، وقد عرفنا وانتهى إلينا ما ذكرنا من الأحداث، مع أنا لم نسمع لهم قولا؟
فإن قال: نعم، قد علم منهم الاستحلال كما وصفنا، فقد دخل بأشنع قول، ورد كتاب الله، والمستحل لما حرم الله لا يسع جهل كفره لمن عاينه أو بلغه عنه ذلك بخبر.
وإن قالوا: نبرأ من هذا الإمام، وممن تولاه على ذلك، أو قال بقوله هذا واستحله، فذلك هو القول في كل مستحل متأول مرتكب لما حرم الله.
فإن قال: ما تقول في الرعية التي بين ظهراني هذا الإمام، ولم نسمع منهم قولا، ولا ولاية له، ولا مفارقة منهم له في سر ولا علانية؛ في حكمهم؟
قيل له: نمسك عنهم ولا نتولى أحدا منهم حتى يعلم منهم الاستحلال لذلك، أو ولايتهم للإمام على ذلك، فعند ذلك يبرأ منهم.
مخ ۲۰۹