191

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

وقد قال الله تعالى: {كل شيء هالك إلا وجهه}؛ وقال قوم: كل شيء هالك إلا هو. وقال آخرون: إن معنى الوجه: إلا ما عنده من الجزاء والجنة فلا يبيد أبدا.

وقال: {وجنات لهم فيها نعيم مقيم}، فهذا ما يؤيد أنها لا تفنى.

والنار أهلها فيها خالدون، والجنة فيها الولدان المخلدون، وأهلها فيها خالدون، وقد أجمع المسلمون على الإيمان بهما، ومن لم يؤمن بالجنة والنار وببقائهما فليس بمؤمن، وقد قال قائل هذا بغير الحق.

فأما اختلاف الناس فيهما في الدنيا:

فقال قوم: إنهما بعد لم تخلقا.

وقال آخرون: قد خلقتا وتفنيان في القيامة، وتعادان عند البعث، وهذا فيه نظر، والله أعلم.

مسألة: [علم الله بما يكون وما لا يكون]

وسأل عما يلزم الجهمية في قولهم: إن الله يعذب العباد على فعله، وأنه لم يعلم ما يكون حتى كان؟

قيل له: القائل لهذا قد كفر؛ لأن الله بالاتفاق لم يزل عالما بما يكون وما لا يكون، كما قال: {عالم الغيب والشهادة}، وقال: {لا يعزب عنه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض}، وقال: {وعنده علم الساعة}، وقال: {وما تسقط من ورقة إلا يعلمها ولا حبة في ظلمات الأرض ولا رطب ولا يابس إلا في كتاب مبين}.

ففي هذا ما يدل على خطإ من قال: إنه لا يعلم ما يكون، وقد قال في أهل النار: {ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه وإنهم لكاذبون}،/138/ فقد علم منهم ما يكون قبل كونه.

مخ ۱۹۱