172

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

قيل له: الإيمان: التصديق بالله - عز وجل - والإيمان بما أمر به في كتابه، والتصديق بالطاعة له كما أمر في كتابه، ويدل على أنه التصديق ما ذكر تعالى في قول إخوة يوسف لأبيهم: {وما أنت بمؤمن لنا ولو كنا صادقين}، يعنون: ما أنت بمصدق لنا. وقول عاد لهود: {وما نحن لك بمؤمنين} يعنون: ما نحن لك بمصدقين.

فالمصدق بالشيء مؤمن به أنه حق كذلك، فمن صدق بقلبه ما أقر به لسانه سمي به مؤمنا. وقد قال /124/ الله ما يدل على ذلك قوله: {قالت الأعراب آمنا}، قال الله تعالى: {قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا} لم تصدقوا بقلوبكم بالإيمان الذي تستكملون به الثواب، {ولكن قولوا أسلمنا}؛ معنى: استسلمنا خشية على دمائنا، ولم يجعلهم مؤمنين حتى يصدقوا بقلوبهم الطاعة التي أمر الله بها.

[مسألة: في زيادة الإيمان ونقصانه]

فإن قال: الإيمان يزيد وينقص؟

قيل له: قد اختلف الناس في زيادته، فأما نقصانه فلا نقص فيه؛ لأنه لو نقص من تصديقه شيء مما أمر به وأقر به من الجملة لانتقض إيمانه ولم يسم مؤمنا؛ لأن أصل ذلك التصديق، فمن لم يصدق بشيء مما جاء به عن الله لم يؤمن حتى يصدق بالجملة التي أقر بها.

فأما زيادته فقد قال بعضهم: إن الإيمان يزيد ولا ينقص.

مخ ۱۷۲