جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

ابو الحسن الباسیوی d. 364 AH
165

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

مسألة: في خلق الأفعال يقال لهم: أرأيتم الحركة في الشجر لم زعمتم أنها مخلوقة ولم تزعموا أن ذلك في حركة الإنسان؟ فكل حركة مثل حركة الشجر، ومثل المرض والفعل والنوم.

فإن قال: لو كانت أفعالنا مخلوقة لما عذبنا الله عليها؟ /119/

فيقال لهم: فيلزمكم أن تقولوا: إن الإيمان مخلوق؛ لأنه لا يعذب عليه، والكفر غير مخلوق؛ لأنه يعذب عليه، وكلاهما فعلكم، فتناقض قولكم.

وإن قلتم: إن الإيمان غير مخلوق؛ لأنه لا يعذب عليه انتقض قولكم، ولو كانت أفعالكم مخلوقة لم يعذبكم عليها.

ويقال لمن زعم أن الفعل غير مخلوق: هل يقدر الله أن ينفع خلقه إذا كانوا أصحاء بالغين أكثر مما يقدر العباد أن ينفعوا به أنفسهم.

فإن قالوا: يقدر.

قيل لهم: وما ذلك الشيء الذي يقدر أن ينفعهم به، فلا نعرف شيئا أنفع من الطاعة، والله لا يقدر بزعمكم أنه يخلقها لعبده، وإنما العبد هو الذي يخلقها لنفسه.

فإن قالوا: يقدر.

قيل لهم: وما ذلك الشيء الذي يقدر أن ينفعهم به، هو الذي يخلقها لنفسه، فهو يقدر أن ينفع نفسه بمنفعة لا يقدر الله أن ينفعه بها.

وأي قول أقبح ممن زعم أن المنفعة التي يقدر العبد أن ينفع بها نفسه لا يقدر الله أن ينفع بها عبده، ولأن في زعمه ما يحدثه لنفسه من الإيمان والطاعة فينفع به نفسه لا يقدر الله في قياسهم أن يحدث له ذلك، فهو أنفع لنفسه من ربه؛ لأنه زعم أن يقدر أن ينفع نفسه بمنفعة هي أفضل المنافع، وهي التي يفوز بها يوم القيامة، ويزعم أن الله لا يقدر أن ينفعه بتلك المنفعة.

فإن قال: لا يحدث له الصحة في جسمه؟

مخ ۱۶۵