جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

ابو الحسن الباسیوی d. 364 AH
142

جامع ابوالحسن البسیوی - متن محقق

جامع أبي الحسن البسيوي جديد

ژانرونه

قيل له: الرضا بجميع ما قضى الله واجب. وأما قوله: {ويقتلون النبيين بغير حق} فذلك أنهم يقتلونهم بالظلم، فليس لنا أن نرضى بفعل الظالمين الذين ظلموا الأنبياء، وقد قضى الله أن الذين قتلوا الأنبياء قتلوهم ظلما، حاكما بذلك؛ لأنهم ظلموهم. فنحن نرضى بقضاء الله الذي قضاه على الظالمين، من الحكم الذي حكم به بأنه ظلم، وقد قضى على الظالمين في ذلك بالعقوبة في الدنيا /101/ والآخرة، وقضاؤه هذا حق، ونحن نرضى بما قضى به من قتل الأنبياء، بذلك حكم، والحكم قضاء. وعلينا في ذلك الرضا بالذي قضى به عليهم، وقد قضى على الظالمين الذين قتلوا الأنبياء بالعقوبة، فنحن نرضى بقضاء الله ذلك الذي أوجب على قاتلي الأنبياء، فقضاؤه بالحق.

وقد حكم على القاتل أن يقتل فعلينا الرضى بقضاء الله ذلك، وهو حق لا جور {والله يقضي بالحق}، وقد قضى بقتل الأنبياء؛ أي: خلق وعلم أنهم سيقتلون ويظلمون، وقضاؤه ذلك من الخلق والعلم حقا، فعلينا الرضى به.

وذلك قوله: {فلما قضينا عليه الموت}: خلق وعلم وكتب عليهم القتل، فنحن نرضى بالكتاب الذي كتب عليهم الله وقضى به من موت الأنبياء وأنهم سيقتلون، ونرضى بقضاء الله الذي علم أن الأنبياء سيظلمون ويقتلون، فالرضى بذلك يجب.

فأما من فعل الظلم بالأنبياء فلم يقضه الله آمرا ولا راضيا؛ لأن رضاه ثوابه. لأن من قضى الأمر فلم يكن آمرا، وقد قضاه الله ناهيا عنه، وحرمه فقضاء الله كله بالحق، وليس قضاء الله مثل قضاء الخلق، وقد قال تعالى: {والله يقضي بالحق}، وكل ما قضى به وقضاه فهو حق.

مسألة: [في قضاء الوصية]

- وسأل فقال: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا}، فقضى ببر الوالدين، ولم يقض بعقوقهما؟!.

مخ ۱۴۲