صدقت، فلو كنت متخذًا خليلًا لأتخذت أبا بكرٍ خليلًا. ثم التفت إلى حسان فقال: هات ما قلت في وفي أبي بكر، فقال حسان: قلت يا رسول الله: البسيط
إذا تَذَكّرتَ شَجْوًا مِنْ أَخٍ ثِقَةٍ، ... فَاذْكُرْ أَخَاكَ أبا بَكرٍ بما فَعَلا
التَّاليَ الثّانيَ المَحْمُود شِيْمَتُهُ، ... وأَوَّلُ النّاسِ طُرًَّا صَدَّقَ الرُّسُلا
والثّاني اثنَينِ في الغارِ المُنيفِ، وَقَدْ ... طافَ العدوُّ به إذْ صَعَّدَ الجَبَلا
وكانَ حِبَّ رَسولِ اللَّهِ، قد عَلِموا، ... مِنَ البَرِيَّةِ، لم يَعْدِلْ به رَجُلا
خَيرُ البَرِيَّةِ أتقاها وَأَرْأَفُها، ... بَعْدَ النّبيّ، وأوْفاها بما حَمَلا
فقال، ﷺ: صدقت يا حسان، دعوا لي صاحبي! قالها ثلاثًا.
وعن الشعبي قال: لما بلغ رسول الله، ﷺ، أن كعب بن زهير بن أبي سلمى هجاه ونال منه، أهدر دمه، فكتب إليه أخوه بجير بن زهير، وكان قد أسلم وحسن إسلامه، يعلمه أن النبي، ﷺ، قد قتل بالمدينة كعب بن الأشرف، وكان قد شبب بأم الفضل بن العباس وأم حكيم بنت عبد المطلب، فملا بلغه كتاب أخيه ضاقت به الأرض ولم يدر فيما النجاة، فأتى أبا بكر، ﵁، فاستجاره، فقال: أكره أن أجير على رسول الله، ﷺ، وقد أهدر دمك، فأتى عمر، ﵁، فقال له مثل ذلك، فأتى عليًا، ﵁، فقال: أدلك على أمرٍ تنجو به. قال: وما هو؟ قال: تصلي مع رسول الله، ﷺ، فإذا انصرف فقم خلفه، وقل: يدك يا رسول الله أبايعك! فإنه سيناولك يده من خلفه، فخذ يده فاستجره، فإني أرجو أن يرحمك، ففعل، فلما ناوله رسول الله، ﷺ، يده استجاره، وأنشد قصيدته التي يقول فيها:
1 / 36