Jamhara Rasaa'il al-Arab fi Usur al-Arabiyyah
جمهرة رسائل العرب في عصور العربية
خپرندوی
المكتبة العلمية
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
ژانرونه
- حليفا لعلقمة بن خصفة الطائى، فزاره فنظر إلى ابنته الزباء، وكانت من أجمل أهل دهرها، فأعجب بها فقال له: أتيتك خاطبا، وقد ينكح الخاطب، ويدرك الطالب، ويمنح الراغب. فقال له علقمة: أنت كفء كريم، يقبل منك الصفو، ويؤخذ منك العفو، فأقم ننظر فى أمرك، ثم انكفأ إلى أمها. فقال: إن الحرث ابن سليل سيد قومه حسبا ومنصبا وبيتا، وقد خطب إلينا الزباء، فلا ينصرفن إلا بحاجته. فقالت المرأة لابنتها: أى الرجال أحب إليك؟ الكهل الجحجاح (أى السيد) الواصل المناح، أم الفتى الوضاح؟ قالت لا، بل الفتى الوضاح، قالت: إن الفتى يغيرك، وإن الشيخ يميرك؛ وليس الكهل الفاضل، الكثير النائل، كالحديث السن، الكثير المن، قالت: يا أمتاه، إن الفتاة تحب الفتى كحب الرعاء أنيق الكلا، قالت: أى بنية، إن الفتى شديد الحجاب، كثير العتاب، قالت: إن الشيخ يبلى شبابى، ويدنس ثيابى، ويشمت بى أنرابى، فلم تزل أمها بها حتى غلبتها على رأيها، فتزوجها الحرث على مائة وخمسين من الإبل وخادم وألف درهم فابتنى بها، ثم رحل بها إلى قومه، فبينا هو ذات يوم جالس بفناء قومه وهى إلى جانبه، إذ أقبل إليه شباب من بنى أسد يعتلجون: (أى يتصارعون ويتقاتلون) فتنفست الصعداء، ثم أرخت عينيها بالبكاء. فقال لها: ما يبكيك؟ قالت: مالى وللشيوخ، الناهضين كالفروخ! فقال لها: ثكلتك أمك! تجوع الحرة ولا تأكل بثدييها، أما وأبيك لرب غارة شهدتها، وسببة أردفتها، وخمرة شربتها، فالحقى بأهلك فلا حاجة لى فيك. (١) أبرمه: أضجره وأمله.
1 / 29