جمع الجواهر په الملح او نوادر کې
جمع الجواهر في الملح والنوادر
يا ثقيلًا على القلوب إذا ع ... نّ لها أيقنت بطول الجهاد
يا قذىً في العيون يا حرقةً بي ... ن التّراقي حزازةً في الفؤاد
يا طلوع العذول ما بين إلفٍ ... يا غريمًا وافى على ميعاد
يا ركودًا في يوم غيمٍ وصيفٍ ... يا وجوه التّجار يوم الكساد
خلّ عنّا فإنما أنت فينا ... واو عمرٍو أو كالحديث المعاد
فأجابه ابن بسام بقوله:
فقدتك يا قذاةً في شرابٍ ... دخلت من الدناءة كلّ باب
لئيم الفعل أشأم من غرابٍ ... وضيع القدر أطفل من ذباب
وأثقل حين تبدو من رقيبٍ ... وأكذب حين تنطق من سراب
وأغدر للصديق من الليالي ... وأنكى للقلوب من العتاب
من ملح المهاجاة
ومن ملح هذا الباب قول جحظة:
يا لفظة النعيّ بموت الخليل ... يا وقفة التوديع بين الحمول
يا شربة اليارج يا أجرة ال ... منزل يا وجه العذول الثقيل
يا طلعة النعش ويا منزلًا ... أقفر من بعد الأنيس الحلول
يا نهضة المحبوب عن غضبةٍ ... يا نعمةً قد آذنت بالرّحيل
ويا كتابًا جاء من مخلفٍ ... للوعد مملوءًا بعذرٍ طويل
يا بكرة الثكلى إلى حفرةٍ ... مستودع فيها عزيز الثكول
يا وثبة الحافظ مستعجلًا ... لصرفه القينات عند الأصيل
ويا طبيبًا قد أتى باكرًا ... على أخي سقمٍ بماء البقول
يا شوكةً في قدمٍ رخصةٍ ... ليس إلى إخراجها من سبيل
يا عثرة المجذوم في رجله ... ويا صعود السّعر عند المعيل
يا ردّة الحاجب عن قسوةٍ ... ونكسةً من بعد برء العليل
وجحظة هذا أبو الحسن أحمد بن جعفر بن موسى بن يحيى بن خالد بن برمك.
قال أبو الحسن محمد بن محمد بن مقلة الوزير: سألت جحظة من لقبك بهذا اللقب؟ فقال: أبو العبر لقيني فقال: ما هو حيوان إن نكسوه أتانا آلة للمراكب البحرية. فقلت: علق إذا نكسوه صار قلعًا. فقال: أحسنت يا جحظة؛ فلزمني هذا اللقب. وكان طيب الغناء حسن المسموع؛ إلا أنه ثقيل اليد في الضرب. وكان حلو النادرة كثير الحكاية صالح الشعر، ولا تزال تندر له الأبيات الجيدة.
أنشدت سكينة بنت الحسين ﵂ قول الشاعر:
فما للنّوى لا بارك الله في النّوى ... وعهد النّوى يوم الفراق ذميم
من ملح النحويين المتقعرين
قال أبو علقمة النحوي لجارية كان يهواها: يا خريدة؛ أخالك عروبًا، فما بالنا نمقك وتشنئينا؟ فقال: ما رأيت أحدًا يحب أحدًا ويشتمه سواك.
الخريدة: الناعمة اللينة، والعروبة: المتحببة إلى زوجها.
وقال بلال بن أبي بردة لجلسائه: ما العروب من النساء؟ فماجوا، وأقبل إسحاق بن عبد الله بن الحارث فقالوا: قد جاءكم فسلوه. فقال: هي الخفرة المتبذلة لزوجها، وأنشد:
يعربن عند بعولهنّ إذا خلوا ... فإذا خرجن فإنهنّ خفار
والمقة: المحبة.
وقد حكى قول أبي علقمة عبد الرحمن الطلحي.
وأتي الهيثم بن العريان بغريم قد مطلب غريمه دينارًا؛ فقال: ما تقول؟ قال: إنه ابتاعني عنجرًا واستنسأته حولًا فصار لا يلقاني في لقم إلا اقتضاني. فقال الهيثم: أمن بني أمية أنت؟ قال: لا. قال: فمن أكفائهم من بني هاشم؟ قال: لا. قال: ويلي على ابن الفاعلة، فعلى من تتكلم بهذا الكلام؟ السياط! فلما جرد قال: أصلحك الله؛ إن إزاري مرعبلة. فقال: دعوه، فلو ترك التثاقل بالغريب في وقت لتركه الآن.
العنجر: عجم الزبيب. واللقم: الطريق، والمرعبلة: الخلقة.
ابن منارة وأبو العيناء
دخل أبو العيناء على ابن منارة الكاتب وعنده أبو عبد الله بن المرزبان. فقال لابن منارة: أحب أن أعبث بأبي العيناء. فقال له: لا تقوم به. فأبى إلا العبث به، فلما جلس أبو العيناء قال له: يا أبا عبد الله؛ لم لبست جباعة؟ قال: وما الجباعة؟ قال: التي ما بين جبة ودراعة. قال أبو العيناء: لأنك صفديم. قال: وما صفديم؟ قال: الذي هو ما بين صفعان ونديم.
سيبويه المصري وبعض ندماء كافور
1 / 85