و ولا يغرنك أن كانت جارتك هي أوسم وأحث إلى رسول الله منك - يريد عائشة - قال: وكان لي جار من الأنصار. فكنا نتناوب النزول إلى ه رسول الله . فينزل يوما وأنزل يوما . فيأتيني بخبر الوحي وغيره . واتيه بمثل ذلك. وكنا نتحدث أن غسان تنعل الخيل(1) لتغزونا. فنزل صاحبي .
ثم أتاني عشاء فضرب بابي. ثم ناداني. فخرجت إليه. فقال: حدث أمره عظيم. قلت: ماذا؟ أجاءت غسان؟ قال : لا . بل أعظم من ذلك وأطول.
طلق التبي نساءه. فقلت: قد خابت حفصة وخسرت. قد كنت أظنن هذا كائنا. حتى إذا صليت الصبح شددت علي ثيابي. ثم نزلت فدخلت ان (1) أي يجعلون لخيولهم نعالا لغزونا .
145
============================================================
على حفصة وهي تبكي . فقلت: أطلقكن رسول الله؟ فقالت : لا أدري. ها هو ذا معتزل في هذه المشربة. فأتيت غلاما له أسود. فقلت: استأذن لعمر. فدخل ثم خرج إلي . فقال : قد ذكرتك له فصمت. فانطلقت حتى انتهيت إلى المنبر فجلست. فإذا عنده رهط جلوس يبكي بعضهم .جه فجلست قليلا. ثم غلبني ما أجد. ثم أتيت الغلام فقلت: استأذن لعمر .
فدخل ثم خرج إلي . فقال: قد ذكرتك له فصمت. فوليت مدبرا. فإذا الغلام يدعوني. فقال: ادخل. فقد أذن لك. فدخلت فسلمت على اه رسول الله، فإذا هو متكىء على رمل حصير(2). وقد أثر في جنبه .
فقلت: أطلقت، يا رسول الله! نساءك؟ فرفع رأسه إلي وقال : (لا)، فقلت : الله أكبر! لو رأيتنا، يا رسول الله! وكنا معشر قريش، قوما نغلب النساء، فلما قدمنا المدينة وجدنا قوما تغلبهم نساؤهم. فطفق نساؤنا ار يتعلمن من نسائهم. فتغضبت على امرأتي يوما. فإذا هي تراجعني.
فأنكرت آن تراجعني، فقالت: ما تنكر أن أراجعك؟ فوالله! إن أزواج التبي ليراجعنه. وتهجره إحداهن اليوم إلى الليل. فقلت: قد خاب من هاه فعل ذلك منهن وخسر. أفتأمن إحداهن أن يغضب الله عليها لغضبن ارسوله. فإذا هي قد ملكت؟ فتبسم رسول الله. فقلت: يا رسول الله! قد دخلت على حفصة فقلت : لا يغرنك أن كانت جارتك هيهنهن أوسم منك وأحب إلى رسول الله منك. فتبسم أخرى فقلت: أستأنس يا رسول الله! قال : (نعم) فجلست. فرفعت رأسي في البيت. فوالله! ما رأيت فيه شيئا يرد البصر، إلا أهبا ثلاثة. فقلت: ادع الله يا رسول الله! أن يوسع على أمتك. فقد وسع على فارس والروم. وهم لا يعبدون الله.
(2) يقال : رملت الحصير: إذا ضفرته ونسجته، والمراد: أنه لم يكن على السرير وطاء سوى الحصير.
ناپیژندل شوی مخ