جمال الدين افغاني: لومړۍ سلنه ۱۸۹۷–۱۹۹۷
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
ژانرونه
19
ومصر أحب البلاد إلى الأفغاني، ترك لهم فيها محمد عبده، طودا من العلم الراسخ، وعرمرما من الحكمة والشمم وعلو الهمم. ومع ذلك ما زال المصريون في جمود وقعود. ويتساءل الأفغاني كيف لم يستطع الشيخ تحقيق مهمته وله تلاميذ مثل سعد زغلول؟ كيف لم تتألف منهم اليوم عصبة حق تقف للإنجليز، تحمي الهرمين وتصون الحرمين؟ يريد الأفغاني الاستمرار في تلاميذه ليس فقط في البداية في الثورة العرابية ولكن أيضا باستمرارها في ثورة 1919م التي قادها سعد زغلول. واستمر تراث الأفغاني في الحزب الوطني المصري الذي كتب برنامجه محمد عبده معبرا عن أفكار الأفغاني. كان الأفغاني يسمي محمد عبده الشيخ الصديق، وعبد الله النديم الصديق. كان عبد الله النديم كثير التردد في آخر أيامه على جمال الدين حتى غار منه محمد عبده. ذهب الشيخ محمد عبده إلى لندن لمناقشة المسئولين. فناقش اللورد هرتكتون وزير الدفاع دفاعا عن حق المصريين في الاستقلال؛ لأن حب الأوطان مغروز في الطبيعة البشرية التي تنفر من الأجنبي، وأن مصر شعب تعلم منذ محمد عبده بعد أن رأى اللورد أن ذلك من خصائص الأمم المتعلمة المهذبة، وأن الشعوب المستعمرة مثلها مثل الحيوانات السائمة. فالمصريون إما إن يختاروا الاستقلال دفاعا عن شرف الوطن أو الدين أو يكونوا كالحيوانات. لقد عرف الأفغاني محمد عبده في الضراء والنديم في السراء. وقد كان النديم نفسه كالأفغاني في النفي والسجن والحكم عليه بإهدار الدم.
20
كما اعتبر الأفغاني رياض باشا رمز الوطنية، ونعم الوطني الغيور. خدم بلاده. مواقفه كالهرمين، صائب الرأي، ثاقب الفكر. أقوم أمير، وأشد حرصا على الاستقامة، وأبصر أهل البلاد بعواقب الأمور. نقد من يتجنس بالجنسية الإنجليزية ويصبح كالأجنبي، موقفه الوطني جعله يرفض الحماية؛ فلفظ
برتكتورا
غير مفهوم. فإما ترك إنجلترا البلاد وإما احتلالها ولا وسط بين الاثنين. وشريف في وطنيته مثل رياض. لذلك تأسست مجلة الرياض المصرية على اسمه، والتي قال فيها الأفغاني إنه يعيش
زمن تحرير الأرقاء وإسارة الأحرار . ويغادر الأفغاني إلى لندن وباريس ويطالب بأمواله وكتبه من رياض باشا، ويبين ما وقع له في الهند. ويطلب من عبد الله فكري التدخل لصالحه. أما نوبار باشا فعلى العكس رمز الخيانة. ليس مصريا ولا عربيا ولا مسلما. باع مصر بثمن بخس. طالب بإبعاد الوطنيين من مصر مثل الزبير ورياض وشريف وكل شريف وربما أيضا منع العروة الوثقى، وطالب بإغلاق الأزهر. عطل جريدة وطنية كالأهرام شهرا وزج بأصحابها في السجون. عمل على نكاية مصر. وتبوأ منصب رئيس النظار وليس بينه وبين المصريين أي صلة. فلو باع مصر بأبخس الأثمان فهو الرابح، ولا يخسر ببيعه ملة أو دينا أو صلة أو جنسا. ومن الدخلاء في مصر ما هو أشنع من نوبار وآلة للاستعباد. والخونة لا يتبدلون إلا في الأسماء. لذلك وجبت مواجهة نوبار وإحباط مساعيه ومساعي أوليائه الإنجليز في الكيد لمصر وتطبيق ما يسمى بإصلاحات للورد دوفرين التي عارضها رياض. ومثل نوبار الضابط عثمان باشا. ففي رسالة إلى عبد الله فكري يصرح الأفغاني أنه لم يضمر للخديوي ولا للمصريين شرا ولا أراد ضرا، ولكن الضابط عثمان باشا نهشه ضغينة منه على إبراهيم اللقاني وإغراء من أعدائه، أحزاب عبد الحليم باشا. كان الأفغاني يقف في صف الوطنيين المصريين مثل رياض وشريف ضد الأجانب المتغربين مثل نوبار وعثمان وغيرهم من الأرمن والشراكسة تحقيقا لشعاره
مصر للمصريين .
21
الفصل السابع
ناپیژندل شوی مخ