جمال الدين افغاني: لومړۍ سلنه ۱۸۹۷–۱۹۹۷
جمال الدين الأفغاني: المئوية الأولى ١٨٩٧–١٩٩٧
ژانرونه
يصدرون الفتاوى المتناقضة طبقا لرغبات الحكام. فإذا ما أراد مقاومة الصهيونية جاء الإسلام متفقا مع اللاءات الثلاثة، لا صلح ولا اعتراف ولا مفاوضات. وإذا أراد الحاكم الصلح خرجت فتوى مؤيدة لذلك اعتمادا على صلح الحديبية
وإن جنحوا للسلم فاجنح لها .
3
ومع ذلك، فالأفغاني بعد مائة عام في حاجة إلى تطوير على النحو الآتي: (1)
تقوية الجانب النظري فيه حتى يصبح أكثر مطابقة وسندا للجانب العملي. ربما كان «الرد على الدهريين» صحيحا في ظروف عصره إذ ارتبطت المادية بأحمد خان المرتبط بالإنجليز والذي روج هذا المذهب بدعوى تأسيس العلوم الطبيعية. كما عبر عن روح القرن التاسع عشر وثورة المتدينين ضد المذهب الذي رمز إليه دارون، وكان مقياس النقد إنكار الألوهية والخلق والمعاد والشرائع الثابتة، وبالتالي خطورة نتائجه مثل الإلحاد والإباحية والعدمية. ولا يعتبر فولتير وروسو من الدهريين العدميين مع الاشتراكيين. والطهطاوي يعتبرهما مع مونتسكيو من كبار العقليين، ويعتبر مونتسكيو ابن خلدون العرب، وابن خلدون مونتسكيو فرنسا، وأنه يقيم فهمه للشرائع على قاعدة الحسن والقبح العقليين. والمذهب الطبيعي موجود في كل حضارة، عند أصحاب الطبائع من المعتزلة القدماء. ربما ما يحتاجه المسلمون اليوم هو الرد على المثاليين والرجعيين والأصوليين والمحافظين والسلفيين الذين جعلوا الإسلام مجرد عقائد وشعائر، مظاهر ورسوم دون الالتفات إلى الجوهر والمضمون. ربما ما نحتاجه اليوم هو
دفاعا عن الدهريين
حتى يلتفت الناس إلى الطبيعة ويتوجه العقل نحوها فيبدع علوما رياضية وطبيعية كما أبدع القدماء. وعلى هذا النحو يمكن أن يكون الأساس النظري مطابقا للمشروع العملي. فبالطبيعة تكون القوة وعليها يتأسس العلم. كما أن الاكتفاء بإعادة تأويل عقيدة القضاء والقدر تدفع إلى الشجاعة والإقدام والمجازفة بالمخاطر وارتكاب الصعاب والأهوال لا يكفي في تجاوزها إلى خلق الأفعال وإثبات حرية الإرادة، والتحول من الأشعرية إلى الاعتزال. كما أن محاولة إعادة بناء العقيدة على ثلاث منها، أن الإنسان أشرف ما في الكون، أن الأمة أشرف الأمم، وأن الدنيا ممر إلى عالم آخر ربما لا تكفي أيضا؛ لأنها تسقط الألوهية كلية ولا تحيلها إلى فاعلية في الأرض والخبز والحرية والأمة والتاريخ. كما أن اعتبار الأمة أشرف الأمم بلا شرط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قد يوقع في العنصرية. أما اعتبار الدنيا ممرا إلى الآخرة فلا يحدد اتجاه الغائية ويتركها إلى ما بعد الموت دون إبراز أهميتها في الدنيا. لم يستطع الأفغاني إعادة بناء نسق العقائد كله لاستعماله كأساس نظري للثورة. أبقى على تصورات العقائد القديمة، واندفع نحو الخطابة السياسية. فلم تتغير العقائد ولم تغن الخطابة السياسية عن تأسيس الإسلام كعقيدة ثورية قادرة على أن تكون أساسا نظريا للمشروع الثوري. (2)
بالرغم من تأكيد الأفغاني على العلم وأهميته إلا أن الدين له الأولوية القصوى. فهو سبب الصلاح والفلاح، وتركه سبب الانهيار والهلاك. وأوروبا تقدمت بالعلم والقوة وإن تركت الدين يأسا من إصلاح رجاله. الدين هو كل شيء تقريبا في فكر الأفغاني، مرشد للحياة، ومشرع للقوانين ومكتشف للعلوم، ومنظم للطبيعة، وكأن الدين غاية في ذاته وليس مجرد وسيلة لغاية أخرى هي سعادة الفرد وكمال المجتمع. بل يبدو الأفغاني أحيانا معليا من شأن الدين على حساب العلم في رده على رينان. وقد يصل فهم الدين إلى حد التصوف بالرغم من نقده التصوف على أساس أنه مصدر التواكل والكسل. فقد بدأ الأفغاني صوفيا مثل محمد عبده. ويرى أن التصوف موجود في كل دين، وقد يكون هو أساس وحدة الأديان وإن اختلفت الصور والألفاظ، موجود في التوراة متخفيا، وفي الإنجيل بعد أن أول المسيح الناموس تأويلا روحيا. التصوف مذهب الحكماء والعقلاء ترويضا لنفوسهم. يعكس كالمرآة نور الشمس. وهو ما اتهم بسببه بالقول بالحلول مع أنه انعكاس صورة تجلت لشفافية المرآة، وهو ما يسمى بالشطحات عند ابن عربي والخواص والجنيد والحلاج والجيلي وابن حشيش والسهروردي والبكري. ظاهرها تناقض فيما يتعلق بالحلول الموضوعي أو الذاتي ولكن المعنى واحد.
4 (3)
لا يكفي المدخل الأخلاقي لبناء الفرد والمجتمع ولإقامة النظم القانونية والسياسية. صحيح أن الأخلاق هي الأساس ولكن الاكتفاء بالفكر الأخلاقي كنظرية اجتماعية وسياسية في حاجة إلى تطوير، والتحول من الفكر الأخلاقي إلى البنية الاجتماعية والأيديولوجية السياسية. لا يكفي أن يقال إن محرك التاريخ ثلاث فضائل: الحياء، والصدق، والأمانة. فلماذا هذه دون غيرها؟ وأين العوامل المادية في تحريك التاريخ؟ ولا يمكن تفسير الظواهر بعامل واحد أخلاقي أو فردي دون باقي العوامل. ليست قائمة الفضائل مفتاحا سحريا يحل كل مشاكل المجتمع وهي الرذائل؛ فالمشاكل الاجتماعية أكثر تعقيدا وتحتاج إلى حلول أكثر تداخلا وتباينا. لا يكفي تصور الاستعمار على أنه انحلال يمكن مقاومته بالأخلاق، وأن المادية رذيلة يمكن مقاومتها بالفضيلة، وأنها تجعل الإنسان حيوانا، وأن الاشتراكية اشتراك في الأموال والأبضاع وإباحية. فهي تصورات شائعة شعبية كانت رائجة في الصحف الدينية المحافظة. ولا تكفي كتحليل علمي وتاريخي دقيق للاستعمار كحركة تاريخية وللمذاهب السياسية كأيديولوجيات علمية. (4)
ناپیژندل شوی مخ