د جليس سالح، کافي او د نصيحت انيس شافي
الجليس الصالح الكافي والأنيس الناصح الشافي
ایډیټر
عبد الكريم سامي الجندي
خپرندوی
دار الكتب العلمية
شمېره چاپونه
الأولى ١٤٢٦ هـ
د چاپ کال
٢٠٠٥ م
د خپرونکي ځای
بيروت - لبنان
هَارُون بْن عَبْد اللَّه الزُّهْرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنَا يُوسُف بْن عَبْد الْعَزِيز بن المجاشون، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ حَسَّان بْن ثَابِت: أتيت جَبَلَة بْن الأَبْهم، الغساني وَقَدْ مَدَحْتُه، وَكَانَ حَسَّانُ قَد اشْتَكَى، فَقَالَ: لَهُ: يَا أَبَا الْوَلِيد مَا تشْتَهي، قَالَ: مَا لَا تقدرون عَلَيْه، قَالَ نتكلَّفُه لَك، قَالَ: رطباتٌ محلقماتٌ من بَنَات ابْن طَابَ، قَالَ: هَذَا مِمَّا لَا نقدر عَلَيْهِ ببلادنا هَذِه، فَقَالَ: يَا أَبَا الْوَلِيد: إِن الْخمر قد شغفتني فاذممها لعَلي أرفضها، فَقَالَ:
لَوْلَا ثلاثٌ هُنّ فِي الكأس لَمْ يكنْ ... لَهَا ثمن من شاربٍ حِين يشربُ
لَهَا نزقٌ مثل الْجُنُون ومصرع ... دنيُّ وَأَن العقلَ يَنْأى ويعزُبُ
فَقَالَ: أفسَدْتها فحسِّنْها، فَقَالَ:
وَلَوْلَا ثلاثٌ هنّ فِي الكأس أَصبَحت ... كأنفسِ مالٍ يُسْتفادُ ويُطْلَبُ
أمانُّيها وَالنَّفس تظهر طيبها ... على حزنها والهم يُسْلَى فَيذْهب
قَالَ: لَا جرم لَا أدعها أبدا.
نصيحةُ أَب لِابْنِهِ
حَدَّثَنَا أَبِي ﵁، قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَد الْخُتلِي، قَالَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِم بْن الْحسن الزُّبَيْديّ، قَالَ: حَدَّثَنَا سهل بْن مُحَمَّد، قَالَ حَدَّثَنِي الْعُتْبِي، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ أَبِي خَالِد عَنْ سُفْيَان بْن عَمْرو بْن عُتْبَة، قَالَ: لما بلغت خمسَ عشرةَ سنَة، قَالَ لي أَبِي: أَيّ بنيَّ! قَد انقطعتْ عَنْك شرائع الصِّبا، فاختلطْ بِالْخَيرِ تكن من أَهله، وَلا تزايله فَتَبِينَ مِنْهُ كُله، وَلا يغرَّنَّك من اغْترَّ بِاللَّه ﷿ فِيك فمدحك بِمَا تعلم خِلَافه من نَفسك، وَاعْلَم أَنَّهُ يَا بني لَا يَقُولُ أحدٌ فِي احدٍ من الْخَيْر مَا لَا يعلم إِذا رَضِيَ، إِلا قَالَ فِيهِ مثله من الشَّرِّ مِمَّا لَيْسَ فِيهِ إِذا سخط، فاستأنسْ بالوحدة من جلساء السَّوء تسلم من عواقبهم، وَلا تنقل حُسْن ظنِّي بك إِلَى غَيره، قَالَ: سُفْيَان فَمَا زَالَ كَلَام أَبِي لي قِبْلةً أنتقل مَعهَا وَلا أنتقل عَنْهَا وَمَا شيءٌ أَحْمَد مَغَبَّةً من قبولٍ من نَاصح معروفٍ نُصْحَه.
فليغننا أصواتًا بَدَلا من الْعَطاء
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن إِبْرَاهِيم الطَّبَرِيّ، قَالَ: حَدَّثَنِي مُحَمَّد بن الْقَاسِم بن مهويه، قَالَ: وجدتُ فِي كتاب أَبِي بِخَطِّهِ، قالك لما بُويِعَ إِبْرَاهِيم بْن الْمهْدي بِبَغْدَاد قل المَال عِنْده فَكَانَ يلجأ إِلَيْهِ أَعْرَاب من أَعْرَاب السَّوادِ وَغَيْرُهُمْ، فاحتبس عَلَيْهِم العَطاء فَجعل إِبْرَاهِيم يُسَوِّفُهُم بِالْمَالِ وَلا يرَوْنَ لذَلِك حَقِيقَة، إِلَى أَن اجْتَمعُوا يَوْمًا فَخرج رَسُول إِبْرَاهِيم إِلَيْهِم يصرِّح لَهُم أَنَّهُ لَا مَال عِنْده، فَقَالَ قومٌ من غَوْغاء أَهْل بَغْدَاد: فأخرجوا إِلَيْنَا خليفَتَنا فليُغَنِّ لأهل هَذَا الْجَانِب ثَلَاثَة أصوات، وَلأَهل ذَلِكَ الْجَانِب ثَلَاثَة أصوات، فَيكون عَطاء لَهُم،
1 / 306