وجعل النفس التى فيه من الجوهر الذى لا ينقسم الباقى دائما بحال واحدة ومن الذى ينقسم فى الأجسام، فجعل فيه من طبيعة الجوهر الباقى دائما بحال واحدة ومن طبيعة الجوهر الآخر. ويعنى بقوله «الشىء الذى لا ينقسم» 〈.......، وبقوله «الشىء الذى ينقسم〉 فى الأجسام» الحركة الغريزية التى فى المادة وهى التى يقول فيها بعد قليل إنها أزلية فيها. فإن كانت النفس ابتداء الحركة على رأيه وكانت المادة متحركة من ذاتها فمن البين أنها متنفسة إلا أن تلك النفس التى فيها مضطربة متحركة على غير نظام محدود. ولذلك لما أراد الخالق تبارك وتعالى أن يردها إلى الترتيب والنظام جعل فيها النفس التى من طبيعة الشىء الباقى دائما بحال واحدة
ثم أن طيماوس من بعد هذا الكلام يصف كيف تنقسم نفس العالم فى جميع أجزائه على نسب كنسب التأليف، ويدل بذلك على العدد. ثم قال بعد فراغه من ذلك: إن الخالق قسم جملة ذلك لقسمين بالطول وألقى كل واحد منهما على صاحبه حتى صار شكلهما شكل الشين فى كتاب اليونانيين وهو هذا X وثناهما جميعا حتى صارا دائرتين متصلة إحداهما بالأخرى. ومن البين أنه يدل بهذا لقول على دائرة فلك البروج ودائرة الاستواء من غير أن تكون حركة دائرة الاستواء سوى حركة الفلك كله. ولما كانت هذه الحركة تحتوى فى داخلها دائرة فلك البروج ترك الخالق الدائرة الخارجة غير منقسمة وقسم الدائرة الداخلة فى ستة مواضع وجعل منها سبعة أفلاك على نسب كنسب التأليف، وهى التى قالها لما قسم جوهر النفس. ومن البين أنه يريد بقوله «سبعة أفلاك» أفلاك الكواكب المتحيرة.
مخ ۷