ثم قال بعد ذلك: وفى كل واحد من هذه الأجناس التى ذكرناها أجناس أخر كثيرة وما طبيعة كل واحد منها وكيف يكون اختلاف الأشياء الجزئية المركبة من بعضها ببعض. فقال: إن أجناس النار ثلثة وهى اللهيب والضوء والجمرة. 〈وأما الهواء......〉. وأما الماء فقال أولا إن له جنسين أحدهما الرطب والآخر الذائب، ثم إنه بعد ذلك أخبر بكون الذهب والحجر المعروف bبألماس والنحاس والصدى وجعلها من الجنس الذائب. ثم انتقل بعد ذلك إلى الجنس الآخر من جنسى الماء وهو الرطب فقال: إن ما كان منه سيالا فقد خالطته أجزاء نارية، وما كان منه غير سيال فقد عدمت تلك الأجزاء. وإن ما جمد من هذا الجنس فوق الأرض فهو البرد وما جمد عليها فهو الجليد، وما لم يستحكم جموده مما فوق الأرض فهو الثلج ومما على الأرض فهو الدمق
ثم قال بعد ذلك: إن أكثر أنواع الماء قد خالطتها أشياء أخر، وجميع جنسها من عصارات الشجر وتدعى الأخلاط، وبسبب اختلاطها لا تجد منها شيئا يشبه صاحبه. وسائر أجناسها الباقية لا اسم لها خلا أربعة أنواع منها النارية و〈التى ينفذها〉 الضوء فإنها مسماة: 〈أحدها〉 الخمر وهى المسخنة للنفس والبدن، والثانى أملس مفرق للبصر — ومن أجل ذلك يتبين فى رؤيته الضوء والنور والدهنية — وهو النوع الدهنى مثل الزفت والخروع والزيت وكل ما كان من هذا الجنس، وأما الثالث — وهو السيال إلى العروق التى فى الفم وحلاوته تظهر هناك — فسمى العسل. وأما الرابع — وهو الذى يذيب اللحم بإحراقه وجنسه زبدى منفصل من جميع الأخلاط — فسمى لبنا. هذا الكلام قاله افلاطن عند آخر وصفه للأنواع المائية.
مخ ۱۶