وأما الساعة فإنى ذاكر الشهادة من طيماوس، وذلك أنه لما قدم أفلاطون فقال: إن الشريرين كلهم إنما يكونون كذلك لعلتين خارجتين من الاختيار، وينبغى أن تجعل أبدا إحداهما التى هى الغارس أقوى سببا من المغروس والمغذى أقوى سببا من المغتذى. أتبع ذلك بأن قال: وينبغى أن يروم الإنسان بقدر طاقته الهرب من الشرارة واختيار ضدها بالتدبير بالأغذية وبما يزاول من الأعمال وبالتعاليم. فكما أن من الأعمال والتعاليم ما ينفى الشرارة ويولد الفضيلة فكذلك الأغذية. والأمر عند أفلاطن فى الغذاء أنه ربما لم يستعمل على الطعام فقط لكن على جميع تدبر الصبيان. ولكن ليس يمكن أن نقول: إنه قصد هاهنا باسم الغذاء إلى المعنى الثانى، وذلك أنه لم يقصد إلى الأمر الصبيان بل إنما أراد به الكاملين. فقال: إنه ينبغى للانسان ان يروم بقدر طاقته ان يهرب من الشرارة ويختار ضدها بالأغذية وبالأعمال وبالتعاليم. وأراد بقوله الأعمال أعمال الرياضة والموسيقى، وأراد بالتعاليم الحساب والمساحة، وأما الغذاء فليس يمكن أن يفهم عنه شىء سوى الغذاء الكائن بالأطعمة والأحساء والأشربة التى أحدهما الشراب الذى قد أخبر عنه أفلاطن كثيرا فى المقالة الثانية من كتاب النواميس. فمن أحب أن يعرف جميع وى الأغذية دونى، فقد يمكنه أن ينظر فى الثلاث المقالات التى وضعتها فى الأطعمه وفى المقالة الرابعة التى وضعت فيها جودة الكيموس ورداءته. والحاجة إلى هذه المقالة خاصة فى هذا الفن أكثر، وذلك أن رداءة الكيموس تفسد أفعال النفس وتضرها فى جهات كثيرة، وأما جودة الكيموس فإنها تحفظها بلا مضرة.
[chapter 11] (الباب الحادى عشر فى تضمنات موضوع المقالة بالنسبة إلى الاخلاق)
مخ ۳۸