============================================================
قال الله تعالى عز وجل في بعض كلامه: "كذب من ادعى محبتي حتى إذا جنه الليل نام عني"(59). إذا كنت من المحبين لله عز وجل تعاقب بنومك إلا غلبة .
الاحب متعوب، والمحبوب مستريح. المحب طالب، والمحبوب مطلوب. عن النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم أنه قال: يقول الله عزوجل لجبريل: "يا جبريل، أنم فلانا وأقم فلانا"(20). هذا له وجهان: أقم فلانا المحب، وأنم فلانا المحبوب. هذا قد ادعى محبتي لا بد أن أناقشه، وأقيمه مقامه حتى يتساقط (3/ب) عنه أوراق وجوده مع غيري، آقمه حتى يبين برهان / دعواه ويتحقق محبته. وأنم فلانا ، لأنه محبوب قد طال ما تعب. ما بقيت عنده بقية من غيري، اتخذت محبته لي، وتحققت دعواه وبرهانه ووفاؤه بعهدي، جاعت التوبة إلي ووفائي بعهده وهو ضيف، والضيف لا يستخدم ويتعب آنومه في حجر لطفي وأقعده على مائدة فضلي، وأونسه بقري، قد صحت مودته، فإذا صحت المودة زال التكلف.
والوجه الآخر أنم فلانا؛ فإنه يريد بعبادي وجه الخلق، وأقم فلانا، فإنه يريد بعبادي وجهي آنم فلانا فإني اكره صوته، واقم فلانا فإني أحب سماع صوته. إنما يصير المحب محبوبا إذا طهر قلبه عما سوى الله عز وجل؛ فلا يتمنى الرجوع عنه إلى (1/32ا غيره /. وصول القلب إلى هذا المقام بأداء الفرائض، والصبر عن الحرام والشبهات، وتناول المباح والحلال، وترك اهوى (211) والشهوات والوجود، واستعمال (59) لم تعثر عليه.
(10) لم نعثر عليه.
(61) في (ا): وترك تناول المباح والحلال بالهوى والشهوات والوجود.
مخ ۴۶