============================================================
يا غلام: إذا دخلت عندي فاطو علمك ورؤية نفسك. أدخل بلا شيء مفلسا، إذا جئت وأنت ترى علمك ونفسك حجبت عن هذا الأمر الذي أشير إليه. ويلك تبغضني لأني اقول الحق وأحاققك!. ما يبغضني ويجهلني إلا جاهل بالله تعالى كثير القول قليل العمل، وما يحبني إلا عالم بالله عز وجل كثير العمل قليل القول. المخلص يحبني والمنافق يبغضني. السني يحبني والبدعي يبغضني إن أحببتني فنفع ذلك عائد إليك، وإن أبغضتني فضرر ذلك عائد إليك، ما أنا واقف مع مدح الخلق وذمهم ليس على وجه الأرض احد أخاف / منه ولا أرجوه لا من [1/12] الإنس ولا من الجن، ولا من الحيوانات والحشرات، ولا من جميع المخلوقات.
لا أخاف إلا من الحق عزوجل. كلما أمنني ازددت من الخوف؛ لأنه فعال لما يريد، {لا يسئل عما يفعل وهم يسئلوذ) [سورة الأنبياء 23/21] . يا غلام : لا تشتغل بغسل ثيابك وتذر ثياب قلبك وسخة، اغسل قلبك أولا، ثم اغسل الثوب ثانيا.
اجمع بين الغسلين والطهارتين. اغسل ثيابك من الوسخ واغسل قلبك من الذنوب. لا تغتر بشيء فإن ربك فعال لما يريد؛ ولهذا حكي عن بعض الصالحين أنه زار أخا له في سبيل الله، فقال له: يا أخ تعال حتى نبكي على علم الله فينا.
ما أحسن ماقال هذا العابد الصالح / قد كان عارفا بالله عز وجل. وقد [12/ب] سمع قول النبي صلى الله عليه و[آله وصحبه] وسلم: "يعمل أحدكم بعمل أهل الجنة حتى لا يبقى بينه وبينها إلا ذراع"(25).
الخطاب وهو يخطب في الناس، فقال في خطبته: سمعت رسول الله صلى الله عليه [وآله وصحبه) وسلم يقول: "أخوف ما أخاف على أمتي كل منافق عليم اللسان". الكامل في عفاء الرجال ج970/3 (25) قطعة من حديث، اخرجه مسلم، كتاب القدر، باب كيفية الخلق الآدمي في يطن أمه، 2643، أوله: عن عبدالله قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه (وآله وصحبه] وسلم، وهو الصادق المصدوق: "إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما. ثم يكون في
مخ ۲۵