============================================================
فيستريحون، فتتجافى جنوبهم عن المضاجع، فيقعدون ويمودون إلى ما كانوا عليه يدعون ربهم خوفا وطمعا، يخافون من الرد، ويرجون القبول. يقولون: ربنا ما عملنا عملا صحيحا كاملا بالإخلاص، خاليا عن رؤية النفس والعجب، (1/125) فيخافون من الرد، ثم) يرجون قبوله لعلمهم بأنه كريم، يقبل القليل، ويعطي الكثير، يقبل الردي البهرج، يعطي الجيد. يقبل البضاعة المزجاه ويوفي الكيل.
الخوف عزيمة والرجاء رخصة. القوم في تردد بين الخوف والرجاء. تارة في هذا، وتارة في هذا، وتارة مع الظاهر وتارة مع الباطن، تارة مع الصفا وتارة مع الكدر، تارة عز وتارة ذل، تارة عطاء وأخرى منع، لا يزالون كذلك حتى يبلغ الكتاب أجله، وتصل قلوبهم إلى خالقهم فحينثذ لا يبقى لهم عندهم رخصة ولا كدر بل عزيمة وصفاء كلي.
المال يتبعك إلى الباب. والأهل يتبعونك إلى القبر ويرجعون. والعمل يصحبك وينزل معك إلى القبر ولا يفارقك.
(125/ يا غافلين: استقلوا ممن يفارقكم واستكثروا من يصحبكم ولا (يفارقكم.
استكثروا من الأعمال الصالحة، صوموا وأخلصوا في صومكم، صلوا وأخلصوا في صلواتكم، حجوا وأخلصوا في حجكم، زكوا وأخلصوا في زكواتكم، اذكروا ربكم عز وجل وأخلصوا في ذكره، واخدموا الصالحين وتقربوا إليهم، وأخلصوا في خدمتكم لهم، واشتغلوا بعيوب آنفسكم وأعرضوا عن عيوب غيركم، مروا بالمعروف وانهوا عن المنكر، ولا تفشوا على الناس، ولا تهتكوا أستارهم، أنكروا ماظهر وما عليكم مما بطن- اشتغلوا بأنفسكم، وما عليكم من غيركم.
لا تكثروا الكلام فيما لا يعنيكم، فإن النبي صلى الله عليه و[آله) وسلم قال : "من حسن إسلام المرء ترك مالا يعنيه"(25). عيوبك تعنيك وعيوب غيرك لا تعنيك.
(25) انظر تخريجه ص 43.
مخ ۱۳۸