230

جلاء العينین په احمديانو د محکمې کې

جلاء العينين في محاكمة الأحمدين

خپرندوی

مطبعة المدني

وحكي محمد بن إبراهيم أن أبن ابي داود أقبل على أحمد يكلمه، فلم يلتفت إليه أحمد حتى قال المعتصم لأحمد: ألا تكلم أبا عبد الله؟ فقال أحمد: لست أعرفه من اهل العلم فأكلمه.
وقال صالح: جعل ابن أبي داود يقول: يا أمير المؤمنين، والله لئن أجابك لهو أحب لي من مائة ألف دينار. فيعدد من ذلك ما شاء الله تعالى.
قال: فقال المعتصم: والله لئن أجابني لأطلقن عنه بيدي، ولأركبن إليه بجندي ولأطأن عتبته! ثم قال: يا أحمد، والله إني عليك لشفيق، وإني لأشفقن عليك كشفقي على هارون ابني، ما تقول!! فأقول: أعطوني شيئًا من كتاب الله ﷿ أو سنة رسوله ﷺ.
فلما كال المجلس ضجر وقال: قوموا وحبسني وعبد الرحمن بن إسحق يكلمني وقال: ويحك أجبني؟ وقال لي: ما أعرفك، ألم تكن تأتينا؟ فقال له عبد الرحمن بن إسحق: يا أمير المؤمنين أعرفه من ثلاثين سنة، يرى طاعتك والحج والجهاد معكم، قال فيقول: والله إنه لعالم، وإنه لفقيه، وما يسوءني أن يكون مثله معي يرد عني أهل الملل. ثم قال لي: ما كنت تعرف صالحًا الرشيدي؟ قال، قلت: قد سمعت باسمه.
قال: كان مؤدبي، وكان في ذلك الموضع جالسًا وأشار إلى ناحية من الدار، فسألته عن القرآن فخالفني، فأمرت به فوطئ وسحب.
ثم قال لي: يا أحمد أجبني إلى شئ لك فيه أدني فرج حتى أطلق عنك بيدي، قال قلت: أعطوني شيئًا من كتاب الله ﷿ أو سنة رسوله فطال المجلس فقام ودخل، ورددت إلى الموضع الذى كنت فيه.
فلما كان بعد المغرب وجه إلى برجلين من أصحاب ابن أبي داود يبيتان

1 / 232