نوی په حکمت کې
الجديد في الحكمة
ایډیټر
حميد مرعيد الكبيسي
خپرندوی
مطبعة جامعة بغداد
د چاپ کال
1403م-1982م
د خپرونکي ځای
بغداد
ژانرونه
ولو كان وجوديا لكان إما شرا لنفسه أو لغيره ، فإن كان لغيره : | فإما لأنه يعدم ذلك الغير ، أو بعض كمالاته ، أو لا لأنه يعدم ذلك ، فإن | | أعدم فليس الشر إلا عدم ذلك الشيء ، أو ما هو كمال له ، وإن لم يعدم ، | فلا يتصور أن يكون شرا ، لما فرض أنه شر له ، لأنا نعلم أن ما لا يخل | بذات شيء ، ولا بوجود كمال لشيء كيف كان ، فإن وجوده لا يستضر | به ذلك الشيء .
وإن كان شرا لنفسه فهو باطل أيضا ، لأن وجود الشيء لا يقتضي | عدم نفسه ، ولا عدم شيء مما يكمله ، ولو اقتضى ذلك لكان الشر هو | ذلك العدم لا هو ، على أن اقتضاء ذلك غير معقول .
فإن الأشياء طالبة بطباعها لكمالاتها ، لا مقتضية لعدمها من حيث | هي كمالات .
وإذا بطل على تقدير وجوده أن يكون شرا لغيره أو لذاته ، فليس | بشر أصلا ، فلو كان موجودا لما كان شرا ، فهو إذن عدمي منبعه الامكان | والعدم لا غير ، لأنه لا يعرض إلا لما بالقوة ، وما بالقوة فلا ينفك عن | الامكان والعدم ، من حيث هو بالقوة .
وما هو شر بالقياس إلى بعض الأمور ، فليس يخلو من خير ، يعلم | ذلك من لزومه عن الخير المطلق . فالخير مقتضي بالذات ، والشر | مقتضى بالعرض ، وليس إذا كان شيء بالقياس إلى أمر شرا ، فهو شر | ، في نظام الكل ، ولا شر بالقياس إلى الكل .
والشخص وإن كان بالنسبة إلى شخص آخر ناقصا ، فهو في ذاته | كامل ، وكذلك النوع إذا كان ناقصا بالقياس إلى نوع آخر ، والظلم وإن | كان شرا فهو بالقياس إلى القوة الغضبية خير ، وليس يمكن تبرئة هذه | الخيرات وأمثالها عن الشرور ، فإن الخير المبرأ عن الشر ، وإن وجب | في الوجود المطلق فلا يجب في وجود وجود ، فقد أوجد ما أمكن أن | يوجد ، غير خال من الشر .
ولو لم يوجد هذا الثاني ، لكان الشر أعظم ، فإن وجود هذا النمط | لا يخلو من خير ، وإنما الشر الذي فيه بحسب العدم الذي يتخلله ، فلو | كان كله معدوما ، لكان أولى بأن يكون شرا . |
مخ ۵۹۵