430

نوی په حکمت کې

الجديد في الحكمة

ایډیټر

حميد مرعيد الكبيسي

خپرندوی

مطبعة جامعة بغداد

د چاپ کال

1403م-1982م

د خپرونکي ځای

بغداد

ولو كان وجوديا لكان إما شرا لنفسه أو لغيره ، فإن كان لغيره : | فإما لأنه يعدم ذلك الغير ، أو بعض كمالاته ، أو لا لأنه يعدم ذلك ، فإن | | أعدم فليس الشر إلا عدم ذلك الشيء ، أو ما هو كمال له ، وإن لم يعدم ، | فلا يتصور أن يكون شرا ، لما فرض أنه شر له ، لأنا نعلم أن ما لا يخل | بذات شيء ، ولا بوجود كمال لشيء كيف كان ، فإن وجوده لا يستضر | به ذلك الشيء .

وإن كان شرا لنفسه فهو باطل أيضا ، لأن وجود الشيء لا يقتضي | عدم نفسه ، ولا عدم شيء مما يكمله ، ولو اقتضى ذلك لكان الشر هو | ذلك العدم لا هو ، على أن اقتضاء ذلك غير معقول .

فإن الأشياء طالبة بطباعها لكمالاتها ، لا مقتضية لعدمها من حيث | هي كمالات .

وإذا بطل على تقدير وجوده أن يكون شرا لغيره أو لذاته ، فليس | بشر أصلا ، فلو كان موجودا لما كان شرا ، فهو إذن عدمي منبعه الامكان | والعدم لا غير ، لأنه لا يعرض إلا لما بالقوة ، وما بالقوة فلا ينفك عن | الامكان والعدم ، من حيث هو بالقوة .

وما هو شر بالقياس إلى بعض الأمور ، فليس يخلو من خير ، يعلم | ذلك من لزومه عن الخير المطلق . فالخير مقتضي بالذات ، والشر | مقتضى بالعرض ، وليس إذا كان شيء بالقياس إلى أمر شرا ، فهو شر | ، في نظام الكل ، ولا شر بالقياس إلى الكل .

والشخص وإن كان بالنسبة إلى شخص آخر ناقصا ، فهو في ذاته | كامل ، وكذلك النوع إذا كان ناقصا بالقياس إلى نوع آخر ، والظلم وإن | كان شرا فهو بالقياس إلى القوة الغضبية خير ، وليس يمكن تبرئة هذه | الخيرات وأمثالها عن الشرور ، فإن الخير المبرأ عن الشر ، وإن وجب | في الوجود المطلق فلا يجب في وجود وجود ، فقد أوجد ما أمكن أن | يوجد ، غير خال من الشر .

ولو لم يوجد هذا الثاني ، لكان الشر أعظم ، فإن وجود هذا النمط | لا يخلو من خير ، وإنما الشر الذي فيه بحسب العدم الذي يتخلله ، فلو | كان كله معدوما ، لكان أولى بأن يكون شرا . |

مخ ۵۹۵