293

نوی په حکمت کې

الجديد في الحكمة

پوهندوی

حميد مرعيد الكبيسي

خپرندوی

مطبعة جامعة بغداد

د چاپ کال

1403م-1982م

د خپرونکي ځای

بغداد

وقد تكون النفس قوية ، فتؤثر في أجسام عالم الكون والفساد ، | غير بدنها ، كما تؤثر في بدنها ، وإن لم تكن منطبعة فيه .

فجاز أن يحتل الهواء إلى الغيم ، فتحدث مطرا : إما بقدر الحاجة ، | أو أزيد ، كالطوفان . وجاز أن تؤثر في أحداث الزلازل ، وإزالة | أمراض ، ودفع مؤذيات ، وأمثال ذلك مما لا يأخذ في طريق الممتنع | الصريح .

وسبب ذلك ، ما علمته من أن الأجسام مطيعة للنفوس ، وأن نفس | الانسان ، من جوهر المباديء العالية الروحانية . والبون الحاصل | بينهما ، وإن كان كبون ما بين السراج والشمس ، أو أبعد من ذلك ، | ( فهي ) غير مانع من المشابهة .

والبون هو عالم النفس ، وطبيعته هي من عنصر العالم ، فكما | تؤثر تلك المباديء في العالم ، كذلك تؤثر النفس التي قويت ، حتى | جاوز تأثيرها بدنها فيه .

وكما أنه يحدث في بدنها ، بما تتمثله من صورة المعشوق في الخيال ، | مزاج ، يحدث ريحا عن المادة الرطبة في البدن ، وتحدره إلى العضو | المعد له ، فيحصل به الأنعاظ ، ومن الصورة الغضبية مزاح آخر ، مما | كان ، من غير مختل ظاهر ، كذلك يحدث عنها في عالم العناصر تحريك | وتسكين وتكثيف وتخلخل ، يتبع ذلك سحب ورياح وصواعق وزلازل | ونبوع مياه وعيون ، وما أشبه ذلك . وكذلك قد تؤثر في القوى | الجسمانية التي لحيوانات أخرى ، أو لانسان آخر .

ولولا العلاقة الطبيعية بين النفس وبدنها الخاص بها ، لكان | تأثيرها فيه ، كتأثيرها في غيره ، إذ ليست منطبعة فيه ، ليكون تأثيرها فيه | بسبب الانطباع ، وإنما هي عاشقة له بالطبع . وهذه العلاقة العشقية ، | هي التي يقصر تأثيرها عليه في الأغلب . |

مخ ۴۵۳