نوی په حکمت کې
الجديد في الحكمة
پوهندوی
حميد مرعيد الكبيسي
خپرندوی
مطبعة جامعة بغداد
د چاپ کال
1403م-1982م
د خپرونکي ځای
بغداد
ژانرونه
وإنما حصلت هذه وأمثالها في المتخيلة ، عند غلبة ما يوجبها ، لأن | الكيفية التي في موضع ، ربما تعدت إلى المجاور له ، أو المناسب ، كما | | يتعدى نور الشمس إلى الأجسام ، بمعنى أن يكون سببا لحدوثه ، إذ | خلقت الأشياء موجودة وجودا فائضا بأمثاله على غيره .
والقوة المتخيلة متعلقة بالجسم المتكيف بتلك الكيفية ، فتتأثر به | تأثرا يليق بطبعها ، وهي ليست بجسم ، حتى تقبل نفس الكيفية | المختصة بالأجسام ، فتقبل منها ما في طبعها قبوله ، على الوجه المذكور . | وإن كان أمثال هذه الأشياء حاصلا في حال اليقظة ، فربما سميت | ' أمور شيطانية كاذبة ' .
وما يرى من الغول والجن والشياطين ، فقد يكون من أسباب | باطنة تخيلية ، وكونها كذلك لا ينافي وجودها الخارجي ، لأن الخيال | ربما أظهرها ، وإن لم تكن منطبعة فيه ، كما تظهر للمرآة صورها ، | وإن كانت غير منطبعة فيها لما مر .
وما يتلقى من المغيبات في حالتي النوم واليقظة ، قد يرد على | وجوه . فإنه قد يرد بسماع صوب : أما لذيذ وإما هائل . وقد يرد | مكتوبا ، أو مخاطبا به من إنسان أو ملك أو جني أو حيوان أو تمثال | صناعي أو هاتف غائب أو غير ذلك . وقد يكون ضربا من الظن القوي | والنفث في الروع . وقد يشاهد صورة الكائن بعينه . وقد يكون على | وجوه أخرى .
وما يراه النائم في خياله ، هو مثل ما يراه المستيقظ ، لكن | المستيقظ لوقوفه على أحكام اليقظة يحكم بأن أحد مرائيه واقع ، والآخر | غير واقع . والنائم لغفوله عن الاحساس ، يحسب أن الواقع هو الذي | يراه في خياله ، وهو غلط للنفس من عدم التمييز بين الشيء ومثاله ، | حال الذهول عن الشيء ، وحكم من به سرسام ، أو ما يجري مجراه ، | حكم النائم في ذلك . |
مخ ۴۵۲