resentement
أو الانتقام
revenge ».
54 (28) ومن المؤكد أن ذلك لا بد أن يكون صحيحا لو كانت الأخلاق علاقة اجتماعية فحسب بحيث تفسر المسئولية بألفاظ العقوبة التي يوقعها الناس في مجتمع ما على المخطئ، أو المكافأة التي يقدمونها إلى المصيب. فالمسئولية هنا تعني المسئولية أمام الآخرين الذين يبدون استحسانا أو استهجانا لسلوك شخص ما حتى يغيره إلى الصورة المقبولة اجتماعيا. و«ربنسن كروزو» الذي لم يكن يعيش معه أحد ليعاقبه أو يكافئه عما يفعل ليس مسئولا - عند هذه النظرة - عن أعماله مسئولية أخلاقية. وهو حر تماما أن يفعل وأن يسلك كما يشاء وبأية طريقة يشعر - عن طريقة الرغبة - بميل نحوها. غير أن هذه النظرة تستبعد ما أعتقد أنه أعظم النقاط جوهرية في الأخلاق - وهو ما يمكن أن أسميه بالمسئولية الذاتية
self-responsibility ، أعني مسئولية الفاعل عن نفسه.
إن الفرد المنعزل يمكن أن يظل مع ذلك - ولا بد أن يظل - موجودا أخلاقيا، وإذا ما كان فاعلنا المنعزل مجبرا على السلوك بطريقة معينة، فهو ليس بحاجة إلى أن يعتبر نفسه مسئولا أمام نفسه، وما كان يمكن أن يكون له الحق في الاستمتاع بالفعل في طريق معين، أو التألم من وخز الضمير بسبب فعل آخر، إن فاعلنا المنعزل لو أنه مجبر لا يحتاج إلى ممارسة أي جهد أخلاقي حتى يتبع طريقا معينا من الفعل ويتجنب طريقا آخر. (29) ويمكن أن يسألنا سائل: «لكن لماذا ينبغي على الفاعل المنعزل أن يفعل الفعل الصواب
right act ؟» والجواب هو: «لأن واجبنا أن نفعل الفعل الصواب.» والسؤال لماذا ينبغي علينا أن نفعل واجبنا هو سؤال لا معنى له؛ لأن الفعل الذي يكون واجبي يعني أنني ينبغي على أن أفعله، وسلطة الفعل الواجب لا يمكن أن ترد الغرض، ما لم يفهم الغرض ليعني التعبير عن ذاتنا المثالية. إننا نبذل جهدا أخلاقيا في أفعالنا الإرادية لا لأننا نريد أن نصل إلى غاية موضوعية، لكن لأننا نشعر أنه من المحتم علينا أن نحقق طبيعتنا الحقة، بأن نسلك سلوكا عقليا. صحيح أن أفعالنا الإرادية يمكن أن يتصادف أن تشبع ميلنا، لكن حتى في هذه الحالة فنحن لا ننجزها لأنها تخدم ميلنا، بل ننجزها لأن من واجبنا - فحسب - أن ننجزها، ولا نستطيع أن نذهب أبعد من سلطة الواجب. فالجهد الأخلاقي لا يبذل لأنه مفيد أو نافع. لكنه يبذل لأن سلطة الواجب تتطلبه، كما أنه لا يبذل بروح الخضوع للسلطة، لكنه يبذل طواعية واختيارا، وبطاعة حقيقية لما يمليه عليه العقل: إن عبارة «ينبغي عليك
Thou shalt » لا تعني من المفيد لك أو من صالحك كذا، إنها لا تعني شيئا سوى القول بأن فعلا معينا لا بد من تحقيقه طاعة لباعث الواجب.
إننا نفعل الأفعال التي يحتمها واجبنا لا لنتجنب العقاب أو نستمتع بالمكافأة، بل لكي نعبر عن طبيعتنا الحقة فحسب. إن مكافأة العمل الفاضل أو الخير تكمن في هذا العمل نفسه، وقل مثل ذلك في عقاب الشر، فهو يكمن في الشر المرتكب نفسه. إن الفاعل حين يسلك سلوكا فاضلا يستمتع بالإشباع الذاتي «أو الاكتفاء الذاتي» الذي هو مكافأة كافية. ومكافأة العمل الخير تنبع من هذا العمل نفسه بالضرورة، كما تنبع من طبيعة المثلث أن زواياه الثلاث يساوي مجموعها قائمتين. ولقد كتب اسبينوزا في رده على بلينبرج
Blyenbergh
ناپیژندل شوی مخ