بإفاضة تامة المغالطة المنطقية في الزعم بأنه إذا ما افترضنا أن الحد «أ» له خاصية علائقية «ب» في لحظة معينة، عندئذ فإن أي شيء ليس له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون مختلفا عن «أ». وسوف يكون من المفيد جدا أن نلخص وجهة نظره في هذا السياق.
يجمل بنا قبل أن نناقش هذا الزعم أن نحدد معنى عبارتين هامتين جدا، وهما «أ» «لا بد بالضرورة أن يكون» و«ب» «مختلف عن أ». ومعنى عبارة «لا بد بالضرورة أن يكون» يمكن أن نشرحه على النحو التالي: «حين نقول عن زواج من الخواص مثل «ب» و«ك» أن أي حد له الخاصية «ب» فإنه لا بد بالضرورة أن يكون له الخاصية «ك»، فإن هذا القول يساوي قولنا إنه في كل حالة - من القضية القائلة بأن أي حد معين له الخاصية «ب» - ينتج أن هذا الحد له الخاصية «ك». وكلمة ينتج تفهم بمعنى يكون فيه من القضية الخاصة بأي حد معين - مثل أنه زاوية قائمة - ينتج أنها زاوية. ومن القضية القائلة بأن الحد أحمر ينتج أن له لونا ما. حين نقول عن الخاصية العلائقية «ب» إنها شكل أو إنها داخلية مع الحد المعين «أ» الذي يملكها، فإن ذلك يعني أنه من القضية القائلة بأن شيئا ليس له «ب» ينتج أن هذا الشيء مختلف عن أ. وبعبارة أخرى، إنه يعني أن نقول إن خاصية عدم ملكية «ب»، وخاصية الاختلاف عن «أ»، يرتبط كل منهما بالآخر بطريقة خاصة يكون فيها خاصية كون المثلث القائم الزاوية مرتبطا بكونه مثلثا، أو أن كون الشيء أحمر مرتبط يكون له لون.»
13
والقول بأن ب «تختلف عن أ» يمكن أن يكون له معنيان مختلفان: «فقد يعني فحسب أن «أ» تختلف عدديا عن «ب»، فهي غير «ب»، أو لا تتحد مع «ب» في هوية واحدة. أو قد يعني أن تلك ليست هي القضية فحسب، لكن أيضا أن «أ» ترتبط ب «ب» بطريقة يمكن أن نعبر عنها بقولنا: إن «أ» يختلف اختلافا كيفيا عن «ب». وأولئك الذين يقولون «إن جميع العلاقات تجعل اختلافا لحدودها» يعنون دائما - فيما أعتقد - الاختلافات بالمعنى الثاني لا بالمعنى الأول فحسب. أي إنهم يقصدون القول بأنه إذا كانت «ب» خاصية علائقية ل «أ» عندئذ فإن غياب «ب» يستلزم لا فقط اختلافا عدديا عن «أ»، بل اختلافا كيفيا كذلك.»
14
لكن علينا أن نلاحظ أنه إذا كان شيء ما يختلف اختلافا كيفيا عن شيء آخر، فإنه ينتج من ذلك أنه يختلف عنه اختلافا عدديا.
وسوف نرى الآن ما إذا كان صحيحا أنه إذا كانت «ب» خاصية علائقية و«أ» حدا له مثل هذه الخاصية، فإذن (1) أي حد ليس له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون شيئا آخر يختلف - عدديا عن «أ» - و(2) أي حد ليس له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون شيئا آخر غير «أ». (1) ولكي نعرف ما إذا كان صحيحا - لو أن «أ» لها الخاصية «ب» - فإن أي حد عندئذ - ليس له الخاصية «ب» - لا بد أن يكون شيئا آخر غير «أ»: «فلنأخذ مثلا الخاصية العلائقية التي نقرر انتماءها إلى معطى حسي مرئي، حين نقول عنه إن معطى حسيا مرئيا آخر بوصفه جانبا مكانيا: التقرير - مثلا - الذي يتعلق بقطعة ملونة؛ نصفها أحمر ونصفها أصفر: هذه القطعة كلها تحتوي هذه القطعة (حيث تكون عبارة «هذه القطعة» اسما خاصا بالنصف الأحمر). إنه لمن الواضح هنا تماما - فيما أعتقد - أننا نستطيع أن نقول، بمعنى واضح وصريح تماما، إن أي كل
Whole
لا يحتوي على تلك القطعة الحمراء لا يمكن أن يتحد في هوية واحدة مع الكل الذي نتحدث عنه، وأنه من القضية الجزئية، ينتج أن هذا الحد شيء آخر غير الكل الذي نتحدث عنه، رغم أنه ليس من الضروري أن يكون مختلفا عنه اختلافا كيفيا. فهذا الكل المعين لم يكن من الممكن أن يوجد دون أن تكون هذه القطعة الجزئية جزءا منه، لكن يبدو أنه لا يقل عن ذلك وضوحا - لأول وهلة - أن هناك خواص علائقية كثيرة لا يصدق عليها ذلك. ولكي نأخذ مثلا فما علينا إلا أن نتدبر علاقة القطعة الحمراء بالقطعة كلها، بدلا من أن نتأمل - كما حدث من قبل - علاقة الكل بها، ويبدو من الواضح تماما أن القطعة الحمراء - رغم أن الكل ما كان له أن يوجد دون أن تكون القطعة الحمراء جزءا منه - يمكن أن توجد تماما دون أن تكون جزءا من هذا الكل المعين.»
15 (2) نصل الآن إلى التساؤل عما إذا كان صحيحا أنه إذا كان الحد «أ» له الخاصية «ب» فإن أي حد عندئذ ليس له تلك الخاصية لا بد بالضرورة أن يكون مختلفا عن «أ»، أعني أن «خاصية عدم امتلاك «ب» وخاصية كونه مختلفا عن «أ» ترتبط كل منهما بالأخرى بطريقة خاصة، تكون فيها خاصية كون المثلث قائم الزاوية مرتبطة بخاصية كونه مثلثا. أو خاصية كونه أحمر مرتبطة بخاصية كونه ذا لون» ولا يمكن أن يكون هناك شك في أنه إذا كانت «أ» لها «ب» فإن أي حد عندئذ ليس له «ب» لا بد أن يكون شيئا آخر غير «أ»، لكن هل ينتج من ذلك أنه إذا كانت «أ» لها «ب» فإن أي حد لم يكن له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون مختلفا عن «أ»؟ يبدو أنه بينما القضية الأولى صادقة، فإن القضية الثانية كاذبة، وأن مصدر الخلط بين النصين هو النظر إلى العبارتين: «لا بد أن» «ولا بد بالضرورة أن يكون » على أن معناهما واحد، في حين أن ما تعبر عنه كلمة «لا بد» هنا هو فحسب أن القضية التي تتضمنها تنتج من القضية القائلة بأن «أ» لها «ب»، ليست هي بذاتها قضية ضرورية. وسوف أشرح لماذا كان من الخطأ أن نعتقد أنه من القضية: «إذا كانت «أ» لها «ب» فأي حد ليس له «ب»، لا بد أن يكون شيئا آخر غير «أ».» تنتج القضية الأخرى «إذا كانت «أ» لها «ب» فإن أي حد ليس له الخاصية «ب» لا بد بالضرورة أن يكون مختلفا عن «أ».»
ناپیژندل شوی مخ