أ ب ج مستحيلة بسبب أن الوقائع التي كانت موجودة هي «ج» أ ب ج؛ وذلك لأكثر من سبب: أولا: لأن «ج» أ ب ج هي مجموعة متعاصرة من الحوادث وليست قانونا من قوانين الطبيعة. وثانيا: لأن كلا من «ج» أ ب ج و«ج »
1
أ ب ج يمكن أن يكونا في آن معا مظهرين ممكنين مختلفين لقانون واحد. وثالثا: قد يصح أن تكون «ج» أ ب ج، و«ج»
1
أ ب ج - على حد سواء - تطبيقات لقانونين مختلفين يعملان معا في الطبيعة، رغم أنهما لا يعملان معا في وقت واحد ولا على شيء واحد، وهذا لا يعني بالضرورة استحالة أحدهما إذا حدث الآخر بالفعل؛ ذلك لأن ما لم يحدث يظل مع ذلك ممكنا؛ لأنه لا يتناقض مع قوانين الطبيعة: افرض مثلا أنني وضعت إناء به ماء على النار، إن الماء في هذه الحالة سوف يغلي، وفقا لقانون معين من قوانين الطبيعة. لكنني إذا لم أضع هذا الإناء على النار، فإن الماء لن يغلي، وفقا لقانون آخر من قوانين الطبيعة. والآن: إن القول بأنني وضعت الإناء على النار لا يلغي، أن الاحتفاظ بالإناء بعيدا عن النار ليس ممكنا، إن ذلك يظل ممكنا، رغم أنه لم يحدث، والإمكان هنا يعني أنه - تبعا للتعريف السابق - ليس ثمة قانون من قوانين الطبيعة ينتج عنه - منطقيا - «لا - ق».
وحين يقال إن المذهب الجبري يعني أن كل شيء هو على ما هو عليه، فيبدو أن ثمة خلطا في استخدام الكلمات، وهو خلط بين كلمتي «محتم
determined » و«معين
determinate ». فمن المسلم به أن كل شيء يحدث هو شيء معين
determinate ، لكن هل هذا دليل أيضا على أنه محتم
determined ؟ إن القول بأن المستقبل سوف يكون على نحو ما سيكون، لا يتفق إطلاقا مع التساؤل عما إذا كان المستقبل محتما منذ الآن، فهو قد يكون كذلك وقد لا يكون، فكل ما يؤكده هذا القول هو أن حوادث المستقبل حين تقع فسوف يكون لها شكل معين، سوف تكون معينة
ناپیژندل شوی مخ