وهذا الكاتب نفسه الذي أثار هذا الاعتراض يطلب الالتجاء إلى الوقائع المباشرة لإقامة الدليل، ومثل هذا الالتجاء إلى الوقائع المباشرة هو كل ما نطلب: فمن ذا الذي يستطيع أن يدرك جسمه ككل؟ إن مصدر الخطأ - فيما يبدو - هو الظن بأنه طالما أن من الممكن لشخص آخر، كعالم الفسيولوجيا - مثلا - أن يدرك جهازي العصبي كما يدرك أي جزء آخر من أجزاء جسمي سواء بسواء. فإنه من الممكن بالنسبة لي أيضا أن أدرك هذه الأجزاء. أو ربما كان مصدر الخطأ الظن بأنه طالما أنني أستطيع أن أدرك بعض أجزاء جسمي إدراكا مباشرا أحيانا، وفي المرآة أحيانا أخرى، فلماذا لا أعتقد في نفسي القدرة على إدراك التكوين العضوي ككل؟ غير أن إدراكك لبعض الأجزاء من جسمك شيء، وإدراكك للتكوين العضوي ككل شيء آخر مختلف عنه أتم الاختلاف، ناهيك بإدراك التكوين العضوي وهو يقوم بوظيفة ما. (37) أما الإجابة عن السؤال الثاني، الخاص بالخط الفاصل بين الانتباه وموضوعه، فلا بد أن نقول أولا إن مثل هذا السؤال تناسى أن الانتباه فعل، وبالتالي فهو لا يمكن تصوره كشيء قائم بذاته، مستقل عن الموضوع الذي ينصب عليه هذا الفعل، فكل منهما يعبر عن نفسه من خلال الآخر: وإلا فأين يمكن يا ترى أن نجد الخط الفاصل بين التقطيع
Cutting
والقطع
Cut ، وبين فعل الرؤية
Secing
والرؤية وقد انتهت
Seen ، وبين الاستماع
hearing
والسمع
heared
ناپیژندل شوی مخ