على أن كل حرف في إحدى المنازل يساوي ما تحته أربع مرات؛ فالألف تساوي الهاء مكررة أربع مرات؛ والهاء تساوي الطاء مكررة أربع مرات، وهكذا؛ وكذلك الياء تساوي الواو مكررة أربع مرات، والواو تساوي الياء مكررة أربع مرات، وهكذا، وعلى هذا المنوال قس بقية الحروف .
28
ولقد يفيدنا أن نسبق ترتيب السياق في هذا الكتاب فنقول في هذا الموضع إن الأعمدة الأربعة في القائمة التي أسلفناها هي التي تقابل الكيفيات الأربع في الطبيعة:
فالحرارة يقابلها: أ ه ط م ف ش ذ .
والبرودة يقابلها: ب و ي ن ص ت ض.
واليبوسة يقابلها: ج ز ك س ق ث ظ.
والرطوبة يقابها: د ح ل ع ر خ غ.
وستكون لنا عودة إلى هذه الكيفيات عندما نتحدث عن الطبيعة ومقوماتها في الفصلين التاليين. (5) اختلاف اللغات
إذا كانت الكلمة من كلمات اللغة دالة بذاتها على طبيعة مسماها، بحيث يكفي أن تحسب حساب حروفها لتعرف مم يتركب ذلك المسمى، فإن سؤالا ينشأ لنا على الفور، وهو ما يأتي: إن لغات الناس المختلفة شعوبهم مختلفة، فليس اللسان العربي هو اللسان الناطق وحده على هذه الأرض، بل إن هنالك إلى جانبه لسانا للفرس وآخر للروم وهلم جرا، فأي الكلمات في هذه اللغات المتباينة يكون هو الدال على طبيعة المسمى؟
وقد كان محالا بالطبع أن تفوت هذه المشكلة على عالم مثل جابر بن حيان؛ فتناولها بالبحث في كتابه «الحاصل»
ناپیژندل شوی مخ