البسيط الغبيط هو ما لا تدبير فيه من تدابير الصنعة. (1-39) علم الأركان (أي عناصر التركيب): (أ)
هو العلم بالعناصر التي إذا دبرت تدبيرا يجمعها ما تكون الإكسير. (ب)
الشيء المركب هو ما دخله التدبير مع غيره.
تلك هي صنوف العلم - الديني والدنيوي - عند جابر بن حيان، وحدودها التي تميزها بعضها من بعض، ونستطيع أن نلخص الأمر تلخيصا نضع به النقاط البارزة أمام أنظارنا، فنقول إنه - أولا - يفرق بين ما هو علم ديني وما هو علم دنيوي على أساس زمن الانتفاع بالثمرة؛ فإن كان هذا الانتفاع بعد الموت كان علما دينيا، وإن كان قبل الموت كان علما دنيويا.
وثانيا - هو يميز في علوم الدين بين علم يقوم على النص قياما مباشرا، وعندئذ إما أن تأخذ النص بظاهره وإما أن تأخذه بتأويلاته الخفية الباطنة، وعلم يقوم على الأحكام العقلية التي يقاس فيها موضوع الحكم على شيء سواه؛ وها هنا لا بد لنا من منطق يدقق النظر في الكلمات والجمل؛ لأن العقل مداره قضايا وأحكام، وهذه مؤلفة من كلمات، والكلمات مؤلفة من أحرف.
وثالثا - يجعل جابر علم الصنعة (أي علم الكيمياء) قطب الرحى في علوم الدنيا، وكأنما هو يقسمه قسمين: نظري وعملي؛ فالنظري منه هو الذي يقصر عليه اسم «علم الصنعة»، وأما العملي فهو الذي يسميه «علم الصنائع» ويقصد بها الوسائل التجريبية التي لا بد منها في علم الصنعة؛ ولب اللباب في علم الصنعة هذا (= علم الكيمياء) هو أن نصل إلى المادة الصابغة التي تحيل الفضة ذهبا أو تحيل النحاس فضة وهكذا. •••
على أننا نجد لابن حيان تصنيفا آخر للعلوم؛
11
إذ يصنفها سبعة أصناف، يجعل علم الصنعة واحدا منها؛ وهي: (1) علم الطب. (2) علم الصنعة. (3) علم الخواص. (4) علم الطلسمات. (5) علم استخدام الكواكب العلوية. (6) علم الطبيعة. (7) علم الصور وهو علم تكوين الكائنات. ويفيض ابن حيان القول في كل علم من هذه العلوم السبعة المختلفة، ليبين في كل علم منها أقسامه الفرعية ووسائله وأهدافه وما إلى ذلك.
فتراه - مثلا - يقسم علم الطب قسمين أساسيين: نظري وعملي، ثم يقسم كلا من القسمين قسمين: أحدهما يعنى بالعقل أو بالنفس، والآخر يعنى بالجسم. وعند حديثه على طب الجسم يلجأ إلى تحليل الجسم إلى عناصره، وتشريحه إلى أعضائه في استفاضة وإطناب مما لا يتسع المقام لذكره مفصلا؛
ناپیژندل شوی مخ