وفي هذا العام، عم الظلم وتزايد، وزاد تضرع الناس إلى ربهم في أن يكشف ما بهم، لاسيما والأقوات غالية، والأسعار عالية، والأرزاق قليلة، والناس في جهد كبير، فانتقل من جبل نابلس أهل قرية كاملة مسلمون إلى قبرس، ثم كتبوا كتابا إلى ناس ممن يعرفهم: إننا آمنون لا نظلم، ونظهر ديننا لا نخاف، وما كنا في نابلس إلا في بلد الفرنج، وأما الآن فنحن في بلاد المسلمين، فكانت من أعاجيب الأقاصيص.
وفي يوم السبت مستهل ذي الحجة، من السنة، شفع في بيبرس بن بقر، الشيخ كمال الدين بن الهمام الحنفي، فأطلق.
قتل تمراز:
ووردت مكاتبات، من بركات بن حسن بن عجلان، صاحب مكة، بأن تمراز الأحول، قتل ببلاد الحديدة (بالمهملة مصغرا مثقلا) وأسفرت العاقبة عن كتابه السابق، كان عما أمله، لا عما وقع له؛ وذلك أنه أرسى في البحر بنواحي الحديدة، فاجتمع به شيخها، واستعان به على أعدائه، وهم سكان أبيات حسين، ففعل، ثم إن سكان أبيات حسين قصدوهم، فقتلوه وشيخ الحديدة، وجماعة معه، وكان المال الذي هرب به إلى الآن في البحر، فأعلم بركات بذلك، وجهز من يأتي به، فكان ذلك من أغرب ما سمع به.
مخ ۱۶۴