وكان تمراز الأحول، لما أخذ المال، الذي جمعه من مكس جدة، قصد به ناحية الهند، كما تقدم، فوصل إلى بعض بلادها، إلى مملكة بعض الكفار السمرة، فبلغه أن المال، الذي مع تمراز، لصاحب مصر، وأنه هرب به، فأحضره، وسأله عن البضائع، التي يطلبها، ثم أحضرها إليه، فلما تجهز أمره أن يرجع إلى مصر، فأقبل راجعا، فلما حاذى اليمن نزل بها، فوردت مكاتباته في نصف شوال سنة 55، أنه لما طلع إلى بلاد اليمن وجد أهلها مختلفين على ملكهم، وقد طالت منازعاتهم، فاقتضت آراؤهم الاجتماع عليه، لقطع تلك الحروب، ففعلوا ذلك، وولوه اليمن، وان الواصل منه إلى السلطان خمسمائة تكرة من الفلفل، وأنه سيجهز بعدها خمسمائة أخرى، وطلب من السلطان أن يرسل له خلعة، ليكون نائبه على اليمن، فكانت هذه القصة - إن صحت - من أغرب ما سمع به في تاريخ، والله المعطي لا رب غيره، ولا معتمد سواه. فأجيب بأن الخلعة جهزت إلى جدة، فإن أرادها، فليتجهز ليلبسها هناك. وتبين أنه لم يأخذ اليمن، وإنما كان مراده بذلك إقامة جاهه، وقطع أطماع الناس عنه.
سير الحجاج:
وفي ليلة الثلاثاء، حادي عشر شوال هذا، رحل ركب الحجاج الأول، وأميرهم عبد العزيز بن محمد الصغير (بالتصغير مثقلا) وفي ليلة الأربعاء ثاني عشرية، رحل المحمل، وأميرهم سو نجبغا، صهر السلطان، وكاتب السر، وكان الحجاج في هذا العام قليلا جدا، بحيث أنه لا يتوقف ذو تدبير في أن الأليق، أن الركبين كان ينبغي أن يكونا
مخ ۱۵۲